fbpx
الرئيسيةتاريخ وثقافةقصصنا

“فرقة Mohas” موسيقا عربية تُغنى وتُعزف في حي لافابيّس بمدريد

"نريد أن نقول للناس هنا أن الموسيقا هي اللغة العالمية التي يمكن للجميع فهمها، ولهذا السبب الموسيقى هي السلام."

 LAVAPIÉS  حي صغير يقع وسط العاصمة مدريد، وما يميزه هو تنوع البيئات والثقافات. يتعايش فيه ما يصل إلى 88 جنسية مختلفة، يتجلى الطابع المتعدد الأعراق لهذا الحي في مجموعة متنوعة من الإيقاعات الإفريقية والعربية واللاتينية والفلامنكو التي تحيط بالحياة هناك. حيث تجد العازفين والمغنيين يتجولون في شوارع وأزقة هذا الحي، بجانب المطاعم والبارات، يعزفون بكل شغف لحناً للحياة، لحناً للعابرين أمامهم.

إحدى هذه المجموعات هي “Los Mohas” المكونة من محمد العاقر ذو الأصل المغربي والصحراوي، وصديقه ياسين باز من أصل مغربي. يعزف Los Mohas أغانٍ باللغة العربية ممزوجة بالألحان الغربية في شوارع وسط مدريد. التقى هذان الموسيقيان خلال فترة الحبس في مارس 2020 بالصدفة بعد اضطرارهما إلى مغادرة بلدانهما الأصلية، بحثًا عن حياة أفضل وفرص في عالم الموسيقا.

“نحن في حي ثقافي، هنا العديد من الثقافات من جميع أنحاء العالم، والناس على استعداد لتعلم المزيد، ومعرفة المزيد من ألوان وإيقاعات الموسيقا الأخرى أو أي شيء آخر”، يصف ذلك الحي  ياسين باز شاب مغربي يبلغ من العمر 33 عاماً.  جاء إلى إسبانيا منذ 14 عام، وعمل لفترة طويلة كنادل في مطاعم وبارات مدريد، يملك ياسين صوتاً جميلاً  يغني الأغاني  بالعربية والإسبانية وساعده على ذلك إتقانه للغة الاسبانية, قبل إنشاء فرقة Mohas كان لديه الرغبة الكبيرة في تعلم العزف  على الجيتار والأدوات الموسيقية الأخرى.

“الناس  هنا تحب الموسيقى العربية كثيرا ً”

الموسيقى العربية ليست معروفة بشكلٍ جيد في إسبانيا، على الرغم من القرب الجغرافي وتحاول فرقة Mohas تغيير ذلك  من خلال الموسيقا  التي تُقدّمها. وذلك بخلط الألحان الغربية مع كلمات عربية. “أنا هنا في إسبانيا منذ 14 عامًا ولم أرَ أبدًا أي أحد يغني باللغة العربية، إنه شيء جديد على الناس هنا، فهو يجذب الكثير، حيث يشعر الناس بالفضول الشديد وعندما يعجبهم ما يسمعونه يبدأون بالبحث في الإنترنت حول الثقافة والموسيقا العربية” ، يقول ذلك ياسين.

“يحب الناس هنا الموسيقى العربية، نلاحظ ذلك عندما  نعزف في مكان لم نعزف فيه من قبل، ولم يسمع الناس  بعد عزفنا وأغانينا، كفرقة تغني باللغة العربية في الشوارع و بجوار البارات. نلاحظ إعجابهم الكبير  من خلال الاهتمام الكبير  والأسئلة الكثيرة: ما نوع الموسيقا التي قدمتموها؟ ماذا تقول الأغنية؟ ما اسم المجموعة؟ إلخ.

عن الأشياء الخاصة وأنواع الموسيقى والأغاني التي يقدمونها يشرح ياسين :“قمنا  بعملية تحويل الموسيقا على سبيل المثال كأغنية باللغة العربية، لكننا نغنيها بأسلوبنا، أسلوبنا يشبه الأسلوب الحر، أيضاً نأخذ بعض الأغاني والألحان الإسبانية، نمزجها بين الإيقاع العربي وإيقاع الخطة العالمية لذلك الناس يتلّقونها بشكل جيد ويحبونها كثيرًا. من  هنا نريد أن نقول للناس  أن الموسيقا هي اللغة العالمية التي يمكن للجميع فهمها ، لذا فإن الموسيقا هي السلام.

 البدايات دائماً صعبة

بدافع شغفه الكبير بالعزف على الجيتار، أبحر محمد العاقر، العضو الآخر في فرقة  Mohas ، بعيدًا عن عائلته إلى بلد آخر، بحثًا عن فرصٍ أفضل. وصل إلى إسبانيا بعد رحلة صعبة ، حقق هذا له بعضاً من أحلامه، وما  يزال أمامه الكثير ليحققه.

محمد العاقر زميل ياسين في فرقة Mohas، يبلغ من العمر  26 سنة، من مدينة صالة المغربية، كان يعمل بحّاراً في بلده, ولكن كانت أحلامه وطموحاته تبحر بعيداً بحثاً عن  الفن والموسيقا, كان وضعه المادي الصعب ووضع عائلته  عائقاً كبيراً في مجيئه إلى إسبانيا، لكن حبه الكبير للموسيقا والفن، كانا أقوى من ذلك وتمكن من دخول إسبانيا بصفة غير شرعية بعد المساعدة المالية التي حصل عليها من قبل بعض  أصدقائه.

يقول محمد : “لطالما كان حلمي أن أعزف على الجيتار. كنت أرغب في الحصول على المال لشراء واحدة ، لطالما كنت أعزف على واحدة كانت على سبيل الإعارة من أحد الأصدقاء. عملت في مهن مختلفة من أجل إيجاد وسيلة لشراء واحدة وإظهار موهبتي، وكذلك لجمع الأموال المطلوبة التي تساعدني في  العبور إلى إسبانيا”. 

لقاء موسيقي في مدريد

يقول محمد إن ثقافة الغناء في الشارع غير موجودة في الثقافة العربية وغير معروفة. يتذكر لقاءه الأول مع ياسين وكيف جمعهما حبهما للموسيقا بالصدفة في شوارع لافابيّس وسط تفشي الوباء.

فرقة Mohas الموسيقية تضم المغربي ياسين باز ومحمد العاقر ذو الأصول المغربية الصحراوية  

كان ياسين يحمل جيتارًا لأحد الصبية الذي كان يجلس بجانبه، باحثاً عن شخص ليشكل ديو (ثنائي موسيقي). “كنت أبحث عن فرصة كهذه وبدأت في العزف معه وأحب ياسين ذلك. بدأنا بالعزف للأشخاص الذين كانوا جالسين على شرفة إحدى الحانات. أحبوا ذلك كثيرًا وسألونا: “لماذا لا تعزفون دائمًا في الحانات وفي الشوارع؟ طريقتك في العزف جميلة جدًا”.

حفزتهم تلك الرسائل الإيجابية من الناس في العزف سوياً والاستمرار معًا، وإنشاء شبكات اجتماعية خاصة بهم تحت اسم Mohas 19، حيث وصلوا بالفعل إلى 1500 متابع على Instagram ، بعد أربعة أشهر فقط من بدء العزف معاً.

العزف مقابل مردود قليل والكثير من ملاحقات الشرطة

قد لا يحصل محمد وياسين على مردود مالي جيد مقابل أعمالهم الموسيقية ، ولكن على الرغم من ذلك ، فهو مصدر مهم جدًا لكسب الرزق بالنسبة لهم ، خاصة منذ بداية أزمة فيروس كورونا في عام 2020. 

يقول ياسين: “منذ وصولي إلى إسبانيا، لم أفكر أبدًا في كسب العيش من خلال الموسيقا، حدث هذا مع بداية وباء كورونا ونقص فرص العمل، لذلك كان علينا إيجاد مصدر رزق بطريقة ما”. 

“الموسيقا جميلة جداً هنا، وأحبها وأحب أن أمارسها، لكن هناك الكثير من العراقيل” يذكر محمد الكثير من الغرامات التي حصلوا عليها من الشرطة ويصف ذلك “أنا مستغرب كيف يتم تغريم أناس ينشرون الموسيقا والأشياء الجميلة  في الشارع، الكثير قال لي بأن أسحب رخصة من أجل الغناء في الشارع لكن لا أستطيع فعل ذلك، بسبب عدم امتلاكي الأوراق النظامية ( وثائق الإقامة)”.

تركت أزمة فيروس كورونا ياسين ومحمد في شوارع مدريد بلا عمل، يتجولون بحثًا عن طريقة جديدة للحياة حتى جمعتهم الموسيقا. اليوم هم يعزفون ويغنون في شوارع حي لافابيّس بمدريد. يعزفون موسيقا جديدة في هذا الحي المتنوع والمتعدد الثقافات.

كاتب

  • Mohammad Shubat

    Periodista especializado en conflicto bélico y en asuntos sociales y políticos de Siria y Oriente Medio, con más de 5 años de experiencia en medios de comunicación, como Syria TV. Como persona refugiada y migrante, actualmente desarrolla su trabajo profesional en el periodismo sobre migraciones, refugiados, desigualdades y justicia social.

    View all posts

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Mohammad Shubat

Periodista especializado en conflicto bélico y en asuntos sociales y políticos de Siria y Oriente Medio, con más de 5 años de experiencia en medios de comunicación, como Syria TV. Como persona refugiada y migrante, actualmente desarrolla su trabajo profesional en el periodismo sobre migraciones, refugiados, desigualdades y justicia social.
زر الذهاب إلى الأعلى