fbpx
حقوق

نساء على أعتاب الحرب 

ثلاث قصص لنساء عايشت الحرب. ناشطة فلسطينية مغتربة، وصحفية وكاتبة من أصول سوريّة قررت مكافحة التضليل، ومُغنية أوبرا تحاول مساعدة شعبها في أوكرانيا.

“بين الخوف والحرية” و”المقاومة والصمود” و”التضامن في مواجهة الشدائد”. هي قصص ثلاث نساء عشنَ ثلاثة حروب من المنفى. إنها أكثر من مجرد قصص. إنها حقيقة البلدان التي لا تعاني فحسب، بل تقاوم وتصرخ بصوت عالٍ: “نحن أحياء وباقون وللحلم بقية”، كما قالها الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي عايش الحرب.

“بين الخوف والحرية” و “النضال والصمود” إلى “التضامن في مواجهة الشدائد”. هي قصص ثلاث نساء يعشنَ حروباً تعصف ببلادهن من إسبانيا. من فلسطين إلى سوريا إلى أوكرانيا. هي أكثر من مجرد ثلاث قصص هي حقيقة مجتمعات لا تعاني لعنات الحروب فقط ولكنها تقاوم، وتنادي بأعلى صوتها قول الشاعر الفلسطيني الذي عايش الحرب محمود درويش: “نحن أحياء وباقون وللحلم بقية”. 

في هذه المادة الصحفية، سنخوض رحلة هؤلاء النساء وقصصهن الملهمة التي تعكس بأسلوبها الفريد معاناة وصمود الإنسان. تتشابه القصص والحروب وتتنوع النساء والنشاطات: ناشطة فلسطينية ومدافعة عن حقوق الإنسان، وكاتبة وصحفية سورية، وموسيقية وناشطة أوكرانية.

فلسطين: خالدية أبو بكر، في مواجهة الحرب السياسية

ولدت الناشطة الإسبانية في غزة، ولا يزال لديها عائلة في فلسطين. تنقل صمود شعبها وصوته في إسبانيا، مستمدة ذلك من صموده ومقاومته. ومن بين نشاطاتها الأخرى: تأسيس الحركة النسائية الفلسطينية؛ كرامة.

الناشطة خالدية أبو بكر في مارس 2024 في مدريد. تصوير: عقبة محمد

Sophie Larré

بالنسبة لخالدية أبو بكر المولودة في غزة  47 عاماً، لم يكن النشاط خياراً على الإطلاق. أُجبر والديه على النزوح من جنوب فلسطين إلى غزة، التي أصبحتْ مدينتهم الأصلية. “لقد ولدتُ لاجئةً، وحُرمت من العودة إلى أرضي. لقد مات والداي دون أن يتمكنا من النظر إلى فلسطين مرةً أخرى”.

هي مؤسّسة الحركة النسائية الفلسطينية في الشتات، كرامة، وعضو نشط في شبكة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين (صامدون). كان الدفاع عن هويتها جزءاً كبيراً في حياتها، منذ نعومة أظفارها: “كان عليّ دائماً الدفاع عن فلسطين، وأن لدي أرضاً ووطناً، ويجب أن أعود إليه، وطن يتم احتلاله”.

ما تشير إليه خالدية هو احتلال إسرائيل لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة منذ أكثر من سبعة عقود، مما أدى إلى معاناة سكانها من انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان. وأدى هذا الاحتلال إلى تهجير 5.9 مليون شخص منذ عام 1950، بينما كان 81.5% من اللاجئين في القطاع يعيشون تحت خط الفقر قبل اشتداد قصف غزة في أكتوبر 2023. لذلك، بالنسبة لخالدية، يمتلك الفلسطينيون إرثاً: “لقد ولدنا بقضية تسير فينا وهي تحرير أرضنا، التحرير والعودة إلى وطننا ومن أجل حقوق شعبنا”.

صمود ونضال

تصاعد العنف الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت  حركة حماس هجومها على نقاط إسرائيلية في غلاف قطاع غزة، أثار حرباً دامية. وفقاً للأمم المتحدة، قُتل حوالي 30 ألف شخص في غزة وأصيب 70 ألفاً آخرين. تقول خالدية: “بينما أنا هنا آمناً ومرتاحاً، فإنهم يناضلون ويدفعون ثمناً باهظاً للغاية حتى نتمكن غداً بعد تحرير فلسطين، أنا وثمانية ملايين فلسطيني من العودة”.

عندما تقول خالديا أبو بكر أن فلسطين “ستتحرر”، فهذه ليست مجرد كلمات. هو يؤمن بذلك إيماناً راسخاً، ويقتدي بدول مثل الجزائر وفيتنام، التي حصلت على استقلالها بعد سنوات من النضال: “في النهاية الشعب ينتصر” ولكن إذا كان هناك شيء يغذي أملهم، فهو قبل كل شيء “نضال وصمود” الفلسطينيين. يؤكد أن المثابرة انتقلت إليه من عائلته وتأتي أيضاً من أيقونات النضال الفلسطيني.

في خضم الحرب، لا تزال عائلتها في غزة: أختها وأبناء إخوتها وأبناء عمومتها وأصدقائها. ولهذا السبب، تقول خالدية أنها تحاول البقاء على اتصال معهم قدر الإمكان، رغم الصعوبات. “المنطقة التي تتواجد فيها أختي، لا يوجد فيها إنترنت، وعليه أن تذهب لمسافة لتحصل على التغطية وترسل لي رسالة أو تتصل بي: “هذا يعرض حياتهم للخطر لأنهم يقصفون كل مكان”. توضح: “إذا لم أتلق رداً أشعر بحزن شديد وأدخل في حالة من القلق لأنني لا أعرف شيئاً عنهم. وعلى الرغم من كل ما يحدث، فإنهم قلقون علي، لأنهم يعرفون أنني أعيش حالة قلق عليهم”.

مساحة للنساء المنفى

إن نضال خالدية أبو بكر نضالاً نسوياً. في عام 2017، أرادت جمع النساء من الشتات بهدف “محاربة الصورة النمطية الغربية” عن المرأة الفلسطينية: “أردنا أن نجتمع معاً وأن يكون لدينا مساحة للتعبير تكون ملكنا، وأن نتحدث، ولا يتحدث أحد نيابة عنّا”. لقد كانت انطلاقة مبادرة كرامة. يقوم أعضاء الحركة عبر موقعهم الإلكتروني وشبكاتهم الاجتماعية ومن خلال المحادثات بالتعريف بتاريخ النضال الفلسطيني.

لقد لعبت هؤلاء النساء، وما زلن يلعبن، دوراً في نقل المعرفة والتاريخ والثقافة الفلسطينية، كما توضح الناشطة: “النسوية بالنسبة لهم هي القضاء على الأمية، وإنشاء المدارس في المناطق الريفية، وتدريب الأجيال الجديدة، والتعليم. ويضيف: “لقد اهتموا ليس فقط بالتعليم العلمي، بل أيضاً بنقل تاريخنا ونضالنا”.

تدفع النساء في سياق الحرب، “ثمناً مضاعفاً”، والآن، خلافاً للسنوات الخمس عشرة الماضية، فإن النساء والأطفال هم المتضررون بشكل رئيسي، حيث قُتل 70% من الناس في فلسطين، وفقاً للأمم المتحدة.

تواجه النساء “مخاطر متزايدة ومستويات من العنف القائم على النوع الاجتماعي والصدمات النفسية” وفقدان سبل العيش والسكن والأرض “يؤثر بشكل غير متناسب على الأسر التي ترأسها نساء”، وفقاً للأمم المتحدة. وعلى الرغم من كل شيء، فإن اليأس ليس جزءاً من مفردات خالدية: “في بعض الأحيان تشعر بالتعب والاكتئاب، وأن كل ما تفعله لا قيمة له، ولكن هذا هو بالضبط ما يريدون منا أن نفكر فيه، لكن الاستسلام ليس خياراً”.


سوريا: ليلى نشواتي في مواجهة الحرب الإعلامية

صحفية وكاتبة وأستاذة جامعية، دافعت دائماً عن حقوق الإنسان. لأمّ إسبانية وأب ولد في دمشق، وهاجر إلى إسبانيا مبكّراً بهدف الدراسة. تاريخ عائلتها منحها الإصرار على وعدم التزام الصمت تجاه المعاناة التي يواجهها الشعب السوري.

الكاتبة والصحفية ليلى نشواتي بالقرب من جامعة كارلوس الثالث في مدريد، في مارس 2024. تصوير: باولا هيريرا.

Sophie Larré – Paula Herrera

تتذكر ليلى نشواتي أنّه كان عليها منذ صغرها أن تتعلم العيش “بين الخوف والحرية” لأن نشأتها بين سوريا وإسبانيا جعلتها ترى ما هي الدكتاتورية وما يناقضها. تقول ليلى: “كان مستوى الخوف والسيطرة والقمع كبيراً لدرجة أننا حتى في غاليسيا كنا نتحدث همساً عن سوريا”.

ولدت في سانتياغو دي كومبوستيلا في غاليسيا – التي تنحدر منها والدتها – وتميزت طفولتها بإرث والدها، الذي كان ترتيبه التاسع بين اخوته، وتم اختياره للتدريب كطبيب خارج سوريا. لقد فعل ذلك: سافر إلى إسبانيا في عمر 18 سنة فقط. شرح: “غادر وهو يحمل فكرة صنع مستقبل أفضل لنفسه ولعائلته، ولكن أيضاً مع شعور الدين الذي يجب تسديده لوطنه، برفقة الكثير من الألم بسبب الاستبداد الذي كان قائماً هناك”.

مثل الإسفنجة التي تمتص كل ما في طريقها، ليلى نشواتي، وهي صحفية وكاتبة وأستاذة في قسم التواصل والصحافة في جامعة كارلوس الثالث بمدريد وناشطة في مجال حقوق الإنسان، نشأت مع إرث عائلتها في مواجهة القمع الذي تمارسه الدكتاتورية. تقول ليلى “الجميع يستحق الحياة، ويستحقون الحرية، ويستحقون ألا يتعرّضوا للتعذيب بسبب أفكارهم، وهذا ما غرسوه في نفس في البيت”.

بدأت الحرب في سوريا بالنسبة لليلي وعائلتها، قبل اندلاع الانتفاضات الشعبية السلمية التي طالبت بإنهاء نظام بشار الأسد الاستبدادي في مارس 2011. قبل حوالي 30 عاماً، كانت البلاد تواجه قمعاً اجتماعياً متزايداً منذ عهد حافظ الأسد – والد رئيس النظام الحالي – الذي تولى السلطة عام 1971 بعد انقلاب عسكري، وبقي فيها حتى عام 2000. وتميزت هذه الحِقْبَة بقمع قوي ضد معارضي السلطة، بالإضافة إلى اعتقالات تعسفية ومئات حالات الاختفاء. وتذكر ليلى: “لقد كان هذا بالتحديد هو ما أيقظ لدى السكان الرغبة في الحرية والعدالة والكرامة لتحريرنا من الديكتاتورية”.

بناء الجسور

كانت نشواتي في الثلاثين من عمرها مع بدء الثورة السورية. “عندما بدأت الاحتجاجات في عام 2011، كان الأمر بمثابة انفجار، وجميعنا الذين كنا في انتظار التغيير، وجدنا بعضنا فجأة وبدأنا العمل معاً”. عندها ولدت فكرة “حكاية ما انحكت“، وهي منصة معلومات تم إطلاقها في عام 2013 لتسليط الضوء على الحركات. كان الهدف هو تحدي الرؤى الجيوسياسية البحتة ومحاولة شرح ما يحدث داخل البلاد، وسرد حياة أولئك الذين يعانون من الحرب.

يتم خوض الحرب أيضاً من خلال المعلومات وهي تدرك ذلك تماماً: “نحن نقرأ باستمرار قصصاً عن سوريا يتحدث فيها الديكتاتور. يُحكى عن سوريا دون السوريين”.

عادة ما يكون لدى وسائل الإعلام الإسبانية اهتمام قليل بالقضايا الدولية، حيث يكون الاهتمام فقط عند اندلاع الحرب، لكن “اليوم التالي أو العام التالي، لا يبقى هناك أي تغطية”. كمعلمة، تحث طلابها على عدم الوقوع في هذا الفخ: “هناك عبارة أقولها لهم كثيراً وهي: هناك انفجارات كثيرة وتفسيرات قليلة. لذا فإن الشيء الأكثر أهمية هو السياق”.

لذلك، بالنسبة لليلى فإن الدفاع عن حقوق الإنسان والقيم، يكون بناءً على هويتك ومن أين أتيت، ولا يتعارض مع الصحافة. وتدافع قائلةً: “من المفيد جداً أن يكون هناك المزيد والمزيد من الأشخاص في غرف الأخبار ذوي الخلفيات المتنوعة الذين يعرفون سياقات أخرى والذين يعرفون حتى البلد والمنطقة التي يتحدثون عنها”.

المرأة السورية و كسر الأدوار

في سوريا، كما هو الحال في أماكن أخرى، يُنظر إلى النساء على أنهن جهات فاعلة سلبية في الحرب، وترفض ليلى نشواتي رؤيتهن بهذه الطريقة. ولهذا السبب يبرز وجود حركات قادتها النساء منذ بداية الثورة: “في الوقت الحالي هناك نساء يعملنَ في المطالبة بالعدالة، والعدالة الانتقالية، على سبيل المثال منتدى العوائل السورية من أجل الحرية ( عائلات من أجل الحرية)”.

وفقًا لأحدث تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان لعام 2024، تم توثيق وفاة حوالي 115 امرأة بسبب التعذيب بين عامي 2011 و2023. ويأخذ العنف ضد المرأة أيضاً شكل السجن. أولئك الذين لعبوا دوراً مهماً في النشاط يتعرّضون لمخاطر مختلفة عن الرجال. “بالنسبة للنساء، فإن الوضع الصعب للاعتقال التعسفي لا ينتهي بإطلاق سراحهن. بل إن المعاناة تستمر إلى ما بعد الاعتقال نفسه”. ومن بينها العنف الجنسي، والذي، بحسب التقرير نفسه، كان النظام السوري مسؤولاً عن حوالي 75% من الحالات، يليه تنظيم داعش.

إذا عانت النساء كثيراً من القمع، فذلك أيضاً لأنهن لعبن “دوراً ديناميكياً وبناءً”، كما توضح الشبكة السورية لحقوق الإنسان. توضح: “إنهن فاعلات في واقعهن الخاص، سواء في سياقاتهن الخاصة أو أينما سافرن، المرأة جزء أساسي في إعادة بناء النسيج الاجتماعي والمجتمعي”.

وتضيف نشواتي أن العديد من النساء “يطلبن أشياء بسيطة مثل شهادة الوفاة، لأن مستوى سوء معاملة الضحايا يصل إلى حد أنه حتى بعد قتلهن، لا يتم إخطار أقرب أقاربهن إذا كان هؤلاء الأشخاص على قيد الحياة أو أموات. لديك أمهات لا يعرفنَ بعد 10 سنوات ما إذا كان عليهن الحداد على أطفالهن المتوفين أم لا”.


أوكرانيا: إلفيرا بوليينوفا، التضامن لمواجهة الحرب

ولدت الناشطة في خيرسون، جنوب البلاد، وتعيش في إسبانيا منذ ثماني سنوات. وبعد بدء الحرب في فبراير 2022، قادت العديد من حملات المساعدات الإنسانية لأوكرانيا.

إلفيرا بوليينوفا أوكرانية ناشطة في مجال حقوق الإنسان في ساحة إليبتيكا في مدريد في مارس 2024. تصوير: محمد شباط.

Paula Herrera

كانت الساعة السادسة صباحاً عندما تلقت إلفيرا بوليينوفا (خيرسون، 49 عام) مكالمةً من والدتها: “لقد بدأت الحرب”. كانت إلفيرا تستمع إلى هذه الأخبار من منزلها في مدريد، حيث تعيش منذ ثماني سنوات. من ناحية أخرى، كانت والدتها في خيرسون، مسقط رأسها، وواحدة من أولى المدن التي احتلها الجيش الروسي بعد بداية الحرب. تقول إلفيرا: “والدتي التي تجاوز عمرها 80 عاماً لم تكن ترغب في مغادرة أوكرانيا، وقاومت لمدة خمسة أشهر، حتى تمكنت من إحضارها إلى إسبانيا. وفي اليوم التالي، دمر الجنود الروس جسر المدينة وبات الناس عالقين هناك”.

تقصد إلفيرا بذلك اليوم 24 فبراير/ شباط 2022، عندما أعلن بوتين بدء “عملية عسكرية خاصة في شرق أوكرانيا”. وقد كان هذا التاريخ بمثابة بداية الهجوم الذي وصل إلى أعلى مستوياته، بعد ثماني سنوات من الصراعات بين البلدين، التي يعود أصلها إلى عام 2014، بعد الغزو الروسي أولاً لشبه جزيرة القرم شرقي البلاد ومن ثم منطقتي دونيتسك ولوهانسك، حيث احتلتا 7% من الأراضي الأوكرانية.

تتأمل قائلةً: “منذ أسبوع سمعنا شائعات، لكننا لم نصدقها أبداً. نحن – الروس والأوكرانيون – عشنا دائماً معاً، نحن أصدقاء وأقارب. أنا نصف روسية من طرف والدي ونصف أوكرانية من جهة والدتي”. ولهذا السبب، تقول: “كان عليّ أن أتخذ إجراءً”.

التضامن في مواجهة الشدائد

تتذكر إلفيرا الأمر كما لو كان بالأمس. انتقلت إلى أوكراماركت، وهي شركة صغيرة من أصل أوكراني تقع في مدينة مدريد، وبدأت التخطيط لكيفية إرسال الإمدادات من الطعام والملابس إلى والدتها. وذلك عندما ولدت الفكرة. تقول: “بدأنا في الاتصال بممثلي الصليب الأحمر في أوكرانيا، لتبسيط الوثائق، ولإعداد قائمة بالمنتجات الأكثر ضرورة للناس، وبعد أسبوع كان لدينا 200 طن من المواد الغذائية والملابس لإرسالها”.

بالنسبة لهذه الفنانة التي كرست حياتها كلها للموسيقى، أصبح صوتها وسليةً للتضامن، ومن خلال الحفلات الخيرية التي شاركت فيها مع فنانين آخرين من اللاجئين الأوكرانيين وقادة الموسيقى في إسبانيا، حاولت حث المزيد والمزيد من الناس على إظهار التضامن مع أوكرانيا. لقد كان وقتاً غزير الإنتاج. تشرح: “لقد تمكنا من التأكد من أن العديد من الناس الذين كانوا في مناطق النزاع حصلوا على الإمدادات وكانوا مسؤولين عن توزيعها في جميع أنحاء المنطقة”. 

وتعترف بأنه كان لديها الكثير من العمل الإضافي للقيام به. توضح قائلة: “كان لدي وظيفتان وكنت أركز أيضاً على إرسال البضائع إلى أوكرانيا، لذلك استغرق من أيامي ما بقارب 21 ساعة من العمل، ولم أحصل على استراحات تقريباً، كما إحدى وظائفي”.

انخفاض في الوتيرة

من خلال كل هذا العمل أسست إلفيرا برفقة مجموعة متكاملة من المتطوعين بتأسيس جمعية إلفيرا لأوكرانيا، وهي منظمة غير حكومية أقرتها سفارة أوكرانيا في إسبانيا ومخصصة لإدارة جمع وتسليم المساعدات الإنسانية في مناطق مثل دونباس وكييف، خيرسون أو لفيف. 

تقول: “عندما بدأت الحرب، تمكن الناس من الفرار من منازلهم بالملابس التي كانوا يرتدونها ووثائق الهوية الخاصة بهم. ولذلك فإن أكثر ما كانوا يحتاجون إليه في ذلك الوقت هو الملابس التي تقيهم البرد. ولكن مع مرور الأيام، وحتى اليوم، فإن الهدف الأساسي هو إرسال الطعام”.

اليوم، بعد مرور أيام على الذكرى السنوية الثانية للحرب في البلاد، تأسف إلفيرا لأن الغضب الذي دفع الكثير من الناس إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا قد بدأ يتلاشى الآن. تقول متأسفةً: “آخر شحنة قمنا بشحنها كانت في 22 ديسمبر 2022. لقد مر أكثر من عام، والآن بالكاد قمنا بملء نصف مقطورة. لقد توقف الناس عن التبرع ويبدو أننا أصبحنا مصدر إزعاج الآن. يُقال لنا أنه بسببنا ارتفعت أسعار البنزين والنفط وغيرها من المنتجات”.

لهذا السبب، تصرّ الفنانة على أنه من الضروري الإعلان عن أنه “على الرغم من أنها بدأت تغيب عن الأخبار فإن الحرب في أوكرانيا لا تزال قاسية كما كانت في البداية”. ذكرت منظمة أطباء العالم في أحدث بيان صحفي لها أن عامين من الحرب هناك أودت بحياة 10500 إنسان، في حين أن “القصف المستمر والألغام وهجمات الطائرات بدون طيار خلفت جيلاً مصاباً بالصدمة والتشرد والخوف على حياتهم”. علاوة على ذلك، ووفقاً للأمم المتحدة، فقد أُجبر حوالي 14 مليون شخص على الفرار من منازلهم.

 تختم إلفيرا قائلةً: “لقد أودت الحرب بحياة الكثير من الأوكرانيين، لذا فإن المساعدات الإنسانية لهم تمثل فرصة للبقاء على قيد الحياة في هذه الأوقات الصعبة”.

كاتب

  • baynana

    Baynana es un medio online bilingüe -en árabe y español- que apuesta por el periodismo social y de servicio público. Nuestra revista aspira a ofrecer información de utilidad a la comunidad arabófona en España y, al mismo tiempo, tender puentes entre las personas migrantes, refugiadas y españolas de origen extranjero, y el resto de la población.

    View all posts

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

baynana

Baynana es un medio online bilingüe -en árabe y español- que apuesta por el periodismo social y de servicio público. Nuestra revista aspira a ofrecer información de utilidad a la comunidad arabófona en España y, al mismo tiempo, tender puentes entre las personas migrantes, refugiadas y españolas de origen extranjero, y el resto de la población.
زر الذهاب إلى الأعلى