كشفت برنامج قناة الجزيرة “ما خفي أعظم” من خلال تحقيق مصور، عن مشاهد صادمة وشهادات ومقابلات حصرية، توثق الانتهاكات المروعة بحق اللاجئين على الحدود اليونانية مع تركيا، وأشار التحقيق إلى أن اسم “جيش الظل” يتردد في المناطق الحدودية بين اليونان وتركيا، وسط تعتيم واستهداف لكل من يقف وراء العمل على نشر هذا الملف.
وبيّن التحقيق هوية جيش الظل، بأنهم رجال ملثمون يتم تجنيدهم من قبل الكوماندوس اليوناني وتوكيلهم مهمة إلقاء القبض على المهاجرين القادمين من تركيا لمنعهم من الوصول وإعادتهم إلى الأراضي التركية، مع صلاحيات كاملة بإغراقهم في البحر أو النهر، إذا ما قاموا بافتعال مشاكل.
#ما_خفي_أعظم – جيش الظل https://t.co/nRwMYgPIG6
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 28, 2022
مجندون عرب في “جيش الظل”
عرض التحقيق مشاهد مرئية تظهر محاولات لإغراق قوارب صغيرة يقلّها مهاجرون من قبل خفر السواحل اليوناني. قابلت الجزيرة أحد الذين تم تجنيدهم قسرًا ضمن مجموعات الملثمين وهو شاب سوري يدعى أحمد، يعيش الآن في إحدى عواصم الدول الأوروبية، والذي بدوره قال أنه عندما يتم إلقاء القبض على المهاجرين من قبل الجيش اليوناني يتم إجبارهم على العمل كمرتزقة في مجموعات الملثمين مقابل منحهم ورقة تسمح لهم بالتجول داخل اليونان لمدة شهر واحد.
وأكد أنه في حال عدم موافقة المهاجرين على الانضمام للملثمين، يتم تهديدهم بالسجن لمدة تصل إلى 25 عام بتهمة “الهجرة غير الشرعية”، وكذلك تهديدهم بالطرد إذا أفصحوا لأحد عن عملهم هذا، ما يُجبر العديد منهم بالانضمام لهذا العمل. وأكد لاجئون سوريون أنهم تعرّضوا لانتهاكات مروّعة من قبل الملثمين الذين أجبروهم على خلع ملابسهم وتعرضوا للضرب وتمت إعادتهم إلى تركيا.
بحسب الشاب الذي تم تجنيده، فإن الضابط اليوناني الذي جنّده مع ورفاقه هو “رافييل فودانيكس”، ضابط في حرس الحدود اليوناني، الذي أرسلت له الجزيرة للرد على هذه الاتهامات، لكنها لم تتلق رد حتى ساعة بث التحقيق.
أثناء إعداد التحقيق رُفعت العديد من القضايا على صحفيين ومنظمات حقوقية، بسبب تحدثّها عن قضايا اللاجئين و تعامل السلطات الأوروبية معها، مثل الصحفي اليوناني “ستافروس ماليخوديس” الذي كشفت وثائق مسرّبة أن هاتفه تعرّض للإختراق والتجسس من قبل المخابرات اليونانية بسبب نشاطه الصحفي في ملف الانتهاكات ضد اللاجئين.
وزير شؤون الهجرة اليوناني “نوتيس ميتاركيس”، نفى هذه الانتهاكات، وقال أن الحكومة اليونانية كلّفت السلطات المعنية بالتحقيق في الاتهامات التي قيلت في 2021، حيث كانت نتيجة التحقيق أنه لا يوجد أي دليل يدعم أي من هذه المزاعم، أيضًا نفى الوزير علمه بالتجسس على الصحفي “ماليخوديس”.
بعدما كشفه #ما_خفي_أعظم في تحقيقه “جيش الظل”.. كيف يمكن تفسير حالة الإنكار من قبل السلطات اليونانية لما يجري للاجئين على حدودها؟ وكيف يتعامل المجتمع المدني في البلاد بهذا الشأن؟#الأخبار pic.twitter.com/j2Kpz8EhRN
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 28, 2022
ومن جهتها، قالت “ناتالي غروبر”، وهي مديرة مؤسسة جسور الحقوقية لشؤون اللاجئين، إن ما يجري هي جرائم منظمة تنفذها بعض الدول الأوروبية، ولا يقتصر على اليونان بل ويحدث من كرواتيا وحتى بلغاريا، مؤكدة أن اسم “جيش الظل” استخدم لأول مرة في تحقيق صحفي قامت به مجموعة من الصحفيين الاستقصائيين الذي أمضوا شهوراً لإثبات ما يحصل. لكن الجناة يحرصون على عدم إثبات الدليل.
ماذا عن دور تركيا؟
اتهم الوزير اليوناني السلطات التركية بأنها لأسباب سياسية لا تحمي الحدود وتسمح للاجئين بالتدفق باتجاه اليونان، في خرق للاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، بينما دافع وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن موقف بلاده في ملف الهجرة، وقال إنها قامت بواجبها اتجاه أوروبا واليونان.
في المقابل نفى وزير الداخلية التركي اتهامات الوزير اليوناني، وقال إن اليونان تعمدت قتل لاجئين وتعريتهم ليتجمدوا، مشيراً إلى أن اتفاقيات تركيا مع أوروبا بشأن اللاجئين غير مفعلة لعدم التزام الجانب الأوروبي.
يعتبر طريق تركيا – اليونان أحد الطرق الرئيسية التي يسلكها المهاجرون للوصول إلى أوروبا وأكثرها خطورة، يشهد انتهاكات كبيرة ضد اللاجئين والمهاجرين، وسط تراشق للاتهامات بين تركيا واليونان وانعدام الحلول لهذه المقتلة التي لا يبدو أن لها نهاية.
En español
Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.
Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.
Apóyanosنود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.
تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا
ادعمنا