fbpx
تقاريرحقوق

شمال غرب سوريا: أربعة أيام بعد الزلزال والمساعدات لم تصل

آلاف الجرحى والقتلى في سوريا نتيجة الزلازل المدمر مع استمرار البحث عن ناجين

نزح الصحفي السوري عماد البصيري للمرة الثانية من منزله في مدينة الباب بريف حلب، بعد أن تصدّع بسبب الزلزال. يعيش الشاب في مدينة الباب بريف حلب بعد تهجيره من مدينته درعا جنوب البلاد، خلال الحملة العسكرية التي شنتها روسيا ونظام الأسد على المدينة في صيف 2018.

يقول الصحفي عبر تسجيلات صوتية على تطبيق واتس أب لمجلة بيننا : “الوضع مأساوي، أرسلت زوجتي وأطفالي الاثنين إلى السهول البعيدة عن المناطق السكنية خوفًا من وقوع زلزال جديد، و كصحفي انطلقت لتوثيق الكارثة التي أحدثها الزلزال في منطقة جنديرس المحاذية للحدود التركية بريف حلب”. 

يوضح بأن الوضع صعب جدًا بسبب عدم وجود معدات حديثة تساعد في انتشال الضحايا والجرحى : “كان أمامي مشهد لطفلة عمرها 16 سنة لم تستطع فرق الإنقاذ إخراجها من تحت الأنقاض منذ الأمس، واليوم استطاع الدفاع المدني إخراجها بعد بتر قدمها. كانت أصعب لحظة بالنسبة لي في هذه الكارثة”.

عماد البصيري، صحفي سوري ومتطوع في مجلة بيننا، أثناء عمله في تغطية صحفية في المناطق المتضررة من الزلزال في شمال سوريا.

وصل عدد الضحايا في عموم المحافظات السورية إلى 3200 قتيل وأكثر من 5 آلاف جريح، نسبة غير معروفة منهم في منطقة شمال غرب سوريا الواقعة تحت سيطرة تركيا والمعارضة السورية، بينهم من المهجرّين من مدن سورية أخرى، نزحوا في السنوات الماضية نتيجة الهجمات من قبل النظام السوري وحلفاؤه على مدنهم. يعيش حوالي مليوني نازح في شمال غرب سوريا، وهي المنطقة الأكثر تضررًا في الزلزال، بينما قبل الزلزال كان يحتاج 14.6 مليون سوري للمساعدات وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة. 

لم تصل أي مساعدة

حتى ساعة نشر هذا المقال، لم تدخل أي مساعدات دولية إلى منطقة شمال غرب سوريا، باستثناء فريق تقني مصري متخصص في الإنقاذ وقافلة أخرى من المواد الغذائية والمنظفات. في هذا الصدد أوضح نائب مدير الخوذ البيضاء لمجلة بيننا: “القافلة لا تحتوي على أي معدات تتعلق بالتعامل مع الكارثة التي يعيشها المدنيون في منطقة شمال غرب سوريا”.

لا توجد في موانئ في المنطقة المتضررة ولا تستطيع الطائرات الهبوط لأن المطارات خارج الخدمة منذ اندلاع الحرب. أكد رائد الصالح رئيس الخوذ البيضاء في منشور على تويتر أن الأمم المتحدة لم تتصل بمنظمته لتقييم الوضع،، والتعرّف على احتياجاتهم كفرق إنقاذ.

تعتبر نقطة الدخول الوحيدة للمساعدات هي معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وجميع المعابر الأخرى مغلقة. ووافقت تركيا على فتح معابر أخرى لدخول المساعدات، بحسب مصادر في المعارضة السورية. وفي هذا الصدد، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إنهم لا يستطيعون تقديم المساعدات بسبب عدم وجود طرق لوجستية من تركيا بسبب الأضرار التي سببها الزلزال.

فرق منظمة الخوذ البيضاء وهي المنظمة الوحيدة التي تقوم بعمليات الإنقاذ على الأرض، تعمل بشكل متواصل منذ أكثر من 36 ساعة وكافة فرقها في حالة استنفار كامل. قامت حتى الآن بانتشال جثث لأكثر من 820 شخص من تحت الأنقاض، بينما لا تزال مئات العائلات عالقة تحت الأنقاض.

يقول منير المصطفى نائب مدير الخوذ البيضاء لمجلة بيننا : “لا نستطيع التجاوب مع الجميع حيث نسمع أصوات المدنيين، ولا نسطتيع التجاوب معهم بشكل كامل لعدم توفر المعدات الثقيلة”.

الظروف الجوية والهزات الارتدادية وعدم وجود معدات تزيد من صعوبة وتعقيد عمليات الإنقاذ. حتى الآن أكثر من 700 نقطة تهدمت بشكل جزئي وكامل. وفقًا لبيانات الخوذ البيضاء. يؤكد المصطفى لمجلة بيننا عدم دخول أي مساعدات إلى الآن، إذ : “نقوم بالتنسيق مع عدة منظمات وجهات دولية، لكن حتى الآن لم يصل الدعم”. 

عشرات آلاف الأشخاص لا يوجد مأوى لهم وهم موجودين الآن في الشوارع في درجات حرارة تحت الصفر، “البارحة مساء حدثت عاصفة مطرية غزيرة بالتزامن مع وجود الكثير من الأطفال والنساء في العراء”، وفقًا للمصطفى. 

تعاني فرق الخوذ البيضاء من نقص بالمحروقات التي يستخدمونها للآليات، حيث يقول المصطفى أنهم يستخدمون المخزون الاحتياطي قبل وقوع الزلزال بشهرين، مشيرًا إلى أنهم بحاجة ماسّة الآن. ولفت : “يمكن للناس في الخارج أن تساعدنا بالتبرع لفرقنا العاملة على هذا الرابط. يمكن أن يساعدنا هذا بإغاثة المتضررين ودعمهم”، فيما أشار إلى أنهم يعتمدون الآن على الدعم المحلي، والتكاتف بين السكان.

منطقة شمال غرب سوريا منعزلة عن المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، تفصلهما عن بعض، الخنادق والنقاط العسكرية، لذا لا يمكن أن يرسل النظام السوري المساعدات التي يتلقاها من عدة دول إلى مناطق المعارضة. يعلّق نائب رئيس الخوذ البيضاء : “من  حاصر وهجر السوريين طوال 12 عام وقتلهم بالسلاح الكيماوي كيف يمكن أن يرسل مساعدات أو يسمح بدخولها؟ هذا الشيء لا يمكن أن يحدث في يوم ما. أغلب الأبنية التي تضررت بسبب الزلزال، كانت قد تعرضت سابقًا لقصف النظام السوري وروسيا”. 

يختم المصطفى حديثه “كل دقيقة تمر هي خنق لأرواح جديدة. السوريون الآن يتركوا ليواجهوا مصيرهم تحت الأنقاض كما واجهوه سابقًا تحت الأسلحة الكيميائية والقصف”. 

في سياق آخر فقد أرسلت الدول المتحالفة مع النظام السوري مساعدات إلى مطاريّ دمشق وحلب. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية سانا، أن العراق أرسل قافلة مساعدات عبر الحدود في الشرق، وكذلك الإمارات العربية المتحدة وليبيا وتونس وأرمينيا وباكستان.

عواقب عدم الاستجابة

بالنسبة للسوريين، أصبحت الشبكات الاجتماعية هي الوسيلة الوحيدة للحزن وإعلان الموت وطلب المساعدة ومواساة بعضهم البعض. حوصر الصحفي السوري البارز يمان الخطيب تحت أنقاض منزله مع عائلته منذ اللحظات الأولى للزلزال في مدينة أنطاكيا التركية. وأفاد عدد من الأشخاص المقربين من الخطيب عبر فيسبوك أن جهود الإنقاذ ما زالت مستمرة، خاصة وأن أصوات الناجين تُسمع تحت الأنقاض.

في صباح يوم الأربعاء، أفاد زملاء الخطيب أن فرق الإنقاذ تمكنت من إخراجه حياً بعد أن أمضى أكثر من 50 ساعة تحت الأنقاض ، لكن عائلته لا تزال تحت الأنقاض.

عبد الرزاق النبهان، صحفي سوري لجأ إلى ألمانيا، وجه عشرات المناشدات على فيسبوك للمساعدة في إنقاذ شقيقه، الذي حوصر أيضًا تحت الأنقاض في أنطاكية. وكتب النبهان في النهاية: “لا تعليق. بعد أكثر من 15 ساعة على انتشال أخي حيًا من تحت الأنقاض، لم يتلق أي مساعدة من أحد، فمات”.

وبعد سبع ساعات، أعلن الصحفي أن 16 فردًا آخر من عائلته، جميعهم من النساء والأطفال، قد لقوا مصرعهم أيضًا بسبب الزلزال.

كاتب

  • Okba Mohammad

    Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana

    View all posts

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Okba Mohammad

Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana
زر الذهاب إلى الأعلى