fbpx
الرئيسيةحقوق

أماندا فيغيراس: “من الطبيعي أن نكون متنوعين”

تتحدّث الكاتبة والصحافية لمجلة بيننا عن تجربتها كأوروبية مسلمة، وعن وجهة نظر النسوية لها كامرأة معتنقة للإسلام، وكيف يفهم المجتمع ذلك وما هي العواقب.

أماندا فيغيراس (برشلونة 1978)، كاتبة وصحافية إسبانية، درست الصحافة في مدريد ولشبونة وبعدها عَملت مع صحيفة الموندو لأكثر من عشر سنوات، وخلال مسيرتها المهنية تم إرسالها إلى العديد من البلدان حول العالم مثل اليابان وكازاخستان والنرويج و قطر. اعتنقت أماندا ديانة الإسلام خلال العقد الماضي ما بين عامي 2006 – 2008، بعد قراءتها عنه لأسباب مهنية، وألفت كتاب باسم “لماذا الإسلام – حياتي كامرأة أوروبية مسلمة”، تسرد فيه تجربتها.  

في شهر أيلول/سبتمبر من العام الحالي، نفّذت أماندا دورة الحوار بين الأديان والثقافات، التي أنشأها منتدى أبراهام بالاشتراك مع في شهر أيلول/سبتمبر من العام الحالي، نفذت أماندا دورة الحوار بين الأديان والثقافات، التي أنشأها منتدى أبراهام بالاشتراك مع برنامج المجتمعات المستدامة التابع لمبادرة التغيير في المملكة المتحدة. تتوج التجربة عبر الإنترنت بتدريب وجهاً لوجه نظّمته هذه المرأة بمفردها حيث تقول “تماشياً مع العمل الذي نقوم به في  منتدى ابراهام، فإن اهتمامي هو خلق مساحات حيث يمكن للأشخاص الذين يأتون أن يلتقوا ونأمل أن نشعر بحوار التعاطف، والشيء المثالي لهذا هو ظهور التعاطف، وهذا ما يساعدنا في الحصول على مجتمعات أكثر تماسكًا”.

كيف تكون النظرة لإمرأةكيف تكون النظرة لإمرأة إسبانية، اعتنقت ديانة بخلاف ديانة الأغلبية في بلدها؟، ماذا تعتبر الحركات النسوية ذلك وكيف هي نظرة المجتمع؟، نتحدث في مجلة بيننا معها حول هذا، بالإضافة لأشياء أخرى.

إلى أي مدى يقبل المجتمع في إسبانيا أن إمرأة إسبانية تختار دين يختلف عن ديانتها، ولا سيما الإسلام؟

أعتقد أنّ المجتمع الإسباني لديه بعض المشاكل في قبول ما هو مختلف، وهذا يكلّف دائما، ليس في المجتمع الإسباني فحسب – وأنا لم أكن مسيحية كاثوليكية – أعتقد أنّ قبول الاختلافات بشكل عام ينطوي على جهد وهذا هو السبب الذي يجعلني أحبّ هذا العمل، ليس على مستوى شخصي، ولكن على المستوى الاجتماعي. كيفية قبول الاختلافات وقبل كل شيء رؤية ما هو إيجابي هو شيء سهل بالنسبة للجميع، من المهم أن تعرف أن قبول الاختلافات لا تعني الموافقة عليها، ولكن ببساطة إثبات وجودها. هناك مكان للجميع في العالم.

هل يمكهل يمكن أن تشرحي تجربتك كإسبانية اعتنقت الإسلام، وما هو رد فعل المجتمع والأسرة؟ وهل تعتقد أنّ الشيء ذاته يحدث مع كل من يفعل هذا؟ لماذا اخترتي الإسلام و ليس دينًا آخر؟

أنا مؤمن، وأؤمن بالله وفي النهاية يحدث كل شيء لأنه يريد ذلك. في كتابي لماذا الإسلام: حياتي كامرأة أوروبية ومسلمة، أتحدث عن تجربتي وتجربة الأشخاص الآخرين الذين ساروا في طريق مماثل. جميع تجارب الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام لديهم الكثير من القواسم المشتركة. أنا أتحدث عن تلك الأشياء التي لا تُرى والتي هي أكثر الأشياء التي جذبتني إلى الإسلام، لأنه في النهاية ما تراه من الخارج هي أشياء مادية: ماذا يرتدي جزء من السكان المسلمين، وما هي عاداتهم، وخاصة الأشياء التي لا يفعلونها. لكن ما هو غير مرئي عن الإسلام هو ما يجذبني حقًا، إضافةً لمعظم الناس الذين يكتشفون هذا الدّيّن. إنّهُ ذلك الجمال، وأسلوب العيش، لأنّ الإسلام ليس شيئًا تمارسه لبضع ساعات وأخرى لا، ولكنه طريقة لمواجهة الحياة والوجود فيها ومعها في الكون. كان هذا أكثر ما أسَرَنِي.

بالنسبة لما أثّرَ علي أكثر أو ما هي الدروس التي تعلمتها … بصرف النظر عن تجربتي الشخصية، ربما يكون أعظم ما تعلمته هو أنني بالنسبة لأكثر ما أثّر عليّ أو ما هي الدروس التي تعلّمتها من الإسلام، بصرف النظر عن تجربتي الشخصية، ربّما يكون أعظم ما تعلّمته هو أنني أدركتُ ما يعنيه فقدان الامتيازات. عندما قررت أنني أفضّل أن أعيش كمسلمة، أحاول أن أكون أفضل وأفضل، وأن أتدرّب بشكل أفضل، وارتدي الحجاب إذا كنت أرغب في فعل ذلك، وإذا فعلت سوف تدرك أنّ الآخرين ينظرون إليك بشكل مختلف. فأنت لم تعد أنت، أنا لم أعد أماندا القديمة، التي عملت في الموندو وكانت فتاة مستقلة وحرة وجميلة ورائعة. الآن أنا أماندا  المسلمة، يراني الناس وتتجسد في داخلي كل الأحكام المسبقة حول الإسلام.

الشيء ذاته مع التغريب. يعاملونني على أنني غير متعلم، وكفقير، كل ما ينعكس عليّ وبالنسبة لي ليست مشكلة، من ناحية هذا جيد لأنه يجعلني أدرك هذا الألم الذي يعاني منه الأجانب، ووضع هذا الظلم يجعلني أعيشه بضمير المتكلم. كل هذا منحني المزيد من القوة للعمل بدافع الضمير ضد الإسلاموفوبيا، والتي أعتبرها شكلاً من أشكال العنصرية.

هل يؤثر اعتناقك للإسلام في  في هذا البلد على علاقاتك في المجتمع والعمل والإعلام والمدارس؟

نعم طبعًا، له عواقب على المستوى المهني والاجتماعي والأسري وعلى جميع المستويات. لديه العديد من الأشياء الإيجابية، إنها عملية تُثريني كلّ يوم. وأما الجانب السلبي هو أنه يجب على بعض الأشخاص والأنظمة التي نعيش فيها، فهم أنه لا توجد طريقة واحدة ووجهة نظر واحدة للحياة؛ وأن جميع الناس يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق والفرص.

العنصرية ليست شيئًا موجودًا داخل الشخص فقط، إذا كان هذا الشخص يعمل على مستوى مؤسسي، فإن المؤسسات ينتهي بها الأمر أيضًا إلى أن تكون عنصرية. تؤثر علينا العنصرية لأنها أيضًا في المؤسسات، في الطريقة التي تُصمّم بها السياسات، نجد عنصرية حتى في أشياء بسيطة مثل أنظمة طلب موعد؛ إذا كنت أجنبيًا تحتاج إلى تحديد موعد لعمل البصمات في مركز الشرطة، فعليك قضاء 24 ساعة في الضغط على F5 لتحديث الشاشة لمعرفة ما إذا كنت تجد مكانًا مجانيًا أو تدفع لمافيا مقابل الحصول على موعد. هناك نشطاء مثل صافية الآدم، يعملون على هذا الأمر تحديدًا، وقد طورت برنامجًا تطوعيًا للبحث عن مواعيد لأشخاص أجانب، المبادرة رائعة لكونها ضرورية، فهو أمر محزن للغاية.

هل يوجد فرق في المجتمع الإسباني بين مسلم من أصل إسباني أو مهاجر أو لاجئ مسلم؟

هناك اختلافات بالطبع، أنا أؤمن بتقاطع الظلم، على سبيل المثال، تراني الآن وترى حجابي، لكنني اذا اتصلت على الهاتف لاستئجار شقة وأقول إن اسمي أماندا فيغيراس فلا توجد مشكلة، فقد يعطوني موعدًا للذهاب لرؤيتها، لكن إذا كان اسمك فاطمة محمد، فسيخبروك بالتأكيد أنها مستأجرة بالفعل.

طبعا هناك اختلافات، أنا لدي المزيد من المزايا والامتيازات، مثل الحصول على تعليم خالٍ من العنصرية لأنني ولدت هنا في النظام الإسباني دون أن أعاني من التمييز، ليس مثل زملائي السود الذين ولدوا في أفريقيا، والذين عانوا طوال حياتهم بسبب لون بشرتهم، وهذا تمييز ورفض. فيما قد اضطروا إلى إضاعة الوقت في التساؤل عمّا إذا كان هذا الوجه سيء، هذا الاعتداء الجسدي و العدوان اللفظي كان نتيجة لكونهم من السود، أو أنهم غجر أو أن والدتهم ترتدي الحجاب عند باب المدرسة عندما تذهب لتأخذهم من هناك.

أشعر بالتعاطف الشديد مع الأشخاص الذين يعانون من الاضطهاد الذي لا يمكن إزالته بأي شكل من الأشكال. هذا هو السبب في أننا يجب أن نتحد ونستمع إليهم  ونستنكر، وندرّب أنفسنا بطريقة ما، لنتمكن من الإصلاح ونجعل المجتمع بأسره يقتنع في أن هذا يجب أن يتغير.

كمسلمة أوروبية، هل أنت مُعرّض أيضًا للإسلاموفوبيا؟ كيف تصف الإسلاموفوبيا في إسبانيا؟

الإسلاموفوبيا حقيقة واقعة في إسبانيا وأوروبا والعالم. بالنسبة لي هو من أخطر الأمور التي تحدث في إسبانيا ولا يتم أخذها في عين الاعتبار ولا يعطونها أهمية في التقرير السنوي حول تطور جرائم الكراهية. لدينا جريمة مكافحة السامية، لكننا لم نجد الإسلاموفوبيا التي تدخل ضمن الجرائم ضد المعتقدات والممارسات الدينية. هناك جمعيات تعمل منذ فترة طويلة حتى لا يستمر ذلك، لكنها لم تحقق شيئاًرحتى الآن المؤسسات تعرف ما يحدث في إسبانيا، وهناك جمعيات تجمع الحالات التي يتم الإبلاغ عنها، هذا يبدو جدّيّا جداً بالنسبة لي، نحن نحقق تقدمًا كبيرًا في تسمية الجرائم العنصرية، لكن علينا أيضًا أن نتحدث عن ماهية الإسلاموفوبيا وتسميتها، لأن ما لا نسميه يعتبر غير موجود.

ما رأيك في وصم الجالية المسلمة بالإرهاب؟

وقع مؤخرًا هجوم نفذه مَنْ زعم أنّه مسلم في النرويج، شخص يحمل قوسًا وسهمًا قتل خمسة أشخاص للأسف، وكنت أستمع إلى الخبر هذا الصباح حيث قال مقدّم البرنامج على التلفزيون: “يبدو أن للهجوم دوافع إسلامية”. أسأل نفسي: لكي يأخذ شخص القوس والسهم لقتل شخص ما، ما الدافع الإسلامي الذي يمكن أن يكون لديه؟، بخلاف عمل إرهابي بسيط؟ شخص هدد أيضا بقتل والده، في حين أن من أهم الأمور في أسس الإسلام محبة الوالدين واحترامهما. نحن أول من يعاني من هذه السلسلة من الأشياء، وعندما يقع هجوم نقول لأنفسنا: من فضلك لا تكن شخصًا يدّعي أنّه مسلم.

في هذا الفيديو تتحدث أماندا عن وجهة نظر النسوية تجاهها، وأصعب حادثة مرّتْ بها بعد اعتناقها الإسلام

وجهة نظر النسوية تجاهها وأصعب حادثة مرت بها بعد اعتناقها الإسلام /تصوير: عقبة محمد/ مونتاج: إلفيرا ديلجادو

ما هو دور وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة في ذلك؟

إن دور وسائل الإعلام أساسي في إعادة إنتاج الخطابات السلبية حول الهجرة والمسلمين فيما يتعلق بكل ما هو مختلف، دعنا نقول الأغلبية منها. بالطبع المؤسسات كما قلت من قبل هي أيضًا ضمن هذا النظام، الذي أعتقد أنه عنصري، وأعتقد أن العمل الذي يجب علينا القيام به هو تعزيز التغيير في االروايات التي  يمكننا من خلالها رؤية الإيجابية في التنوع والتعددية الثقافية لأنها طبيعية. الطبيعة متنوعة والبشر متنوعون ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك. فالشيء الطبيعي هو أننا متنوعون، يجب التركيز على القدرة على رؤية الإيجابي في التنوع.

ارتبطت إسبانيا ارتباطًا وثيقًا بالإسلام والمسلمين في القرون الماضية، وخاصة جنوب إسبانيا، كيف انعكس ذلك على المسلمين في الماضي والحاضر؟

هناك إرث هائل للإسلام في ذلك الوقت. هناك مؤسسات وأشخاص وكُتّاب عملوا بجد لاستعادة ما يُسمّى بالإرث الأندلسي، ومع ذلك يبدو أنّنا عازمون قليلاً على محو تاريخنا. عودتنا لاحتضان ماضينا، سيكون هديةً رائعةً، سُتثرينا كثيراً.

كاتب

  • Okba Mohammad

    Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Okba Mohammad

Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana
زر الذهاب إلى الأعلى