fbpx
أخبار

تحقيق يكشف إخفاق فرونتكس وإيطاليا بإنقاذ قارب تحطّم وقُتل على إثره 94 مهاجرًا قبالة السواحل الإيطالية

حوالي الساعة الخامسة من صباح السادس والعشرين من شهر شباط 2023، غرق قارب خشبي قبالة ساحل كوترو جنوب شرق إيطاليا، وكان على متنه قرابة 200 شخص بينهم سوريون وأفغان. قُتل نتيجة تحطّم القارب ما لا يقل عن 94 شخصاً بينهم 35 قاصراً، قبل أن تطأ أقدامهم الأراضي الأوروبية.

كشف تحقيق مشترك لصحيفة الباييس الإسبانية ومؤسسة لايت هاوس ريبورت بالاشتراك مع وسائل اعلامية أخرى، عن سلسلة أخطاء وصفها القائمون على التحقيق “بالقاتلة”، اُرتكبت من قبل الجهات الإيطالية المسؤولة عن عمليات الإنقاذ ووكالة حرس الحدود الأوروبية فرونتكس، حيث تم اكتشاف الخطر لكن لم يتم تفعيل عملية الإنقاذ في الوقت المحدد، التي من شأنها أن تمنع وقوع الكارثة. 

وفقًا للتحقيق الذي أعاد بناء المأساة، فإن القارب كان على وشك الوصول إلى الساحل، حيث كان يبعد فقط مسافة 40 متراً. قبل ست ساعات تقريبًا من تحطّم القارب، رصدت طائرة إيجل 1، التابعة لوكالة فرونتكس، القارب الذي كان محملًا فوق طاقته. وفي تلك الساعات الحاسمة، غضت السلطات الإيطالية الطرف، وبدأت بإلقاء اللوم على مختلف الجهات وتحميل المسؤولية لفرونتكس.

الوثائق السرية وحوالي عشرين شهادة من الناجين وعائلاتهم التي حصل عليها معدو التحقيق، بالإضافة لتحليل مقاطع الفيديو الحصرية، أثبتت أن هناك عناصر كافية لاعتبار أن القارب كان يبحر فوق طاقته، فالمهاجرون الذين كانوا يستقلونه، كانوا بدون ستر نجاة وأثناء عاصفة، وهذه المعلومات كان من المفترض أن تؤدي إلى عملية الإنقاذ، لكن خفر السواحل الإيطالي والأوروبي لم يفعلوا ما يكفي، لمنع وفاة قرابة 100 شخص، حسب ما جاء في نص التحقيق. 

حسب التقرير السري الذي ورد في التحقيق لمهمة المراقبة الجوية لطائرة فرونتكس، فإن نظام الكشف رصد عدة إشارات، الذي صرّح عنها أحد المتحدثين باسم الوكالة بأن أحد منظمي الرحلة حاول الاتصال بتركيا (مكان انطلاق القارب)، وهي ومخالفة لفتت انتباههم. وحسب التقرير ذاته، حددت الطائرة موقع القارب في الساعة 10:26 مساءً، صنفتها على أنها “هدف مشبوه”، لكن السلطات الايطالية اعتبرت أنه “قارب هجرة محتمل”. أبلغت الطائرة عن استجابة حرارية كبيرة، ما أشار لوجود عدد كبير من الأشخاص على متن القارب.

في الساعة 11:39، أي قبل قبل خمس ساعات من تحطم القارب، أرسلت فرونتكس تقريرها إلى قائمة بريد إلكتروني طويلة تتضمن المراكز البحرية الإيطالية. كانت روما تدرك تمامًا الظروف الجوية الصعبة التي واجهها القارب أثناء اقترابه من الشاطئ، فوفقًا لوثيقة أخرى جاءت في التحقيق من خفر السواحل، فإن أحد زوارق مكافحة الهجرة غير مسار ملاحته بسبب سوء حالة البحر، ومع ذلك تجنبت السلطات عملية البحث والإنقاذ، بالرغم من أنها قامت بمهمات مماثلة في ظروف جوية أصعب في أوقات أخرى.

قابل معدو التحقيق عدة ناجين من حطام القارب، من بينهم “نيجينا ماموزاي”، المرأة الأفغانية التي فقدت زوجها، وأسعد المقلي سوري يبلغ من العمر 22 عام، فقد شقيقه سلطان البالغ من العمر 6 سنوات. قالت “ماموزاي”، أن زوجها وضع الهاتف في جيبه وخلع سترته، وصرخ قائلًا: “حان الوقت الآن للسباحة”، لكنه توفي نتيجة اصطدام رأسه بقطعة من الخشب في القارب عندما وصلت موجات كبيرة وبدأ القارب بالغرق. 

 أما بالنسبة للشاب السوري المقلي، فقد أمسك بيد شقيقه عندما بدأت المياه تغمر القارب وقفزا في البحر، إلا أن أخاه توفي نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم وليس من الغرق، يقول: “قضينا ثلاث ساعات في الماء متمسكين بقطعة من الخشب وبعد 40 دقيقة مات أخي”. أضاف الشاب في شهادته للتحقيق: “كنت قد خططت لجميع السيناريوهات مثل السباحة مع أخي وحمايته، ما لم أتوقعه هو أن الماء سيكون باردًا جدًا”. 

خلص التحقيق إلى أن السلطات الإيطالية تتبادل اللوم فيما بينها لعدم التصرف بشكل مناسب، بينما يلقي حرس الحدود المسؤولية على وكالة حرس الحدود الأوروبية فرونتكس لعدم التحذير بما فيه الكفاية. لم يرغب أي منهم بالإجابة على أسئلة معدو التحقيق بحجة أن القضية في المحكمة.  كانت المعلومات لدى جميع الجهات، لكنهم فشلوا في الإنقاذ، وفقًا لما ورد في خاتمة التحقيق.

تعتبر هذه الحادثة هي واحدة من أسوأ حطام القوارب على أبواب أوروبا في السنوات الأخيرة، بعد حطام قارب في لامبيدوزا اليونانية عام 2013، والذي أدى لمقتل 368 شخص آنذاك. 

التحقيق كاملًا باللغة الإنجليزية من خلال هذا الرابط

كاتب

  • baynana

    Baynana es un medio online bilingüe -en árabe y español- que apuesta por el periodismo social y de servicio público. Nuestra revista aspira a ofrecer información de utilidad a la comunidad arabófona en España y, al mismo tiempo, tender puentes entre las personas migrantes, refugiadas y españolas de origen extranjero, y el resto de la población.

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

baynana

Baynana es un medio online bilingüe -en árabe y español- que apuesta por el periodismo social y de servicio público. Nuestra revista aspira a ofrecer información de utilidad a la comunidad arabófona en España y, al mismo tiempo, tender puentes entre las personas migrantes, refugiadas y españolas de origen extranjero, y el resto de la población.
زر الذهاب إلى الأعلى