fbpx
الرئيسيةحقوقسياسة

من شمال غزة إلى القاهرة: “إلى ماذا سنعود، وإلى أين سنعود؟ لم يعد لدينا منزل أو أي شيء آخر”

يفكّر الكثير من الغزاويين بالفرار إلى مصر، لكن ثمن الرحلة باهظًا. محمد نعيم عماد المنحدر من شمال قطاع غزة، يسرد تجربته لمجلة بيننا منذ تهجيره من الشمال حتى وصوله إلى القاهرة.

القصف المستمر للشهر الخامس على التوالي والدمار الذي خلّفه – بالإضافة للجوع الذي بدأ يفتك بأهل غزة وموت الأصدقاء والجيران والأقارب – أتعب الغزاويين الذين اتخذ الكثير منهم القرار بمغادرة القطاع نحو مصر، لكنه ليس خيارًا سهلًا. الحدود مغلقة ويجب على الشخص الواحد دفع مبلغ ما بين 5 آلاف و10 آلاف دولار أمريكي لاجتياز الحدود، ما يدفع الكثير منهم لإطلاق حملات تبرعات للحصول على هذا المبلغ. 

محمد نعيم عماد، 27 سنة، صيدلي ومندوب دعاية طبية في شركة معروفة بفلسطين، وينحدر من شمال قطاع غزة، التي بدأت إسرائيل العمليات العسكرية فيها وألقت عليها أطنان من المتفجرات وارتكبت العديد من المجازر بحقّ سكّانها والّتي تشهد وضعًا إنسانيًا حرجًا للغاية الآن بسبب الجوع الذي يفتك بسكانها.

 “في 7 أكتوبر كنت نائمًا وعلى أساس أطلع على شغلي وفجأة بدأ كل شيء في الساعة السادسة والنصف” يقول الشاب الذي انقلبت حياته وعائلته رأسًا على عقب منذ أن شنت حركة حماس هجومها على إسرائيل وقتلت 1200 إسرائيلي، ثم ردتْ إسرائيل بحرب انتقامية غير مسبوقة على قطاع غزة قتلت فيها أكثر من 30 ألف من مواطني غزة حتى اليوم.

بعد بدء الحرب بأيام قليلة في يوم 13 أكتوبر 2023، تلقى سكان المنطقة التي يعيش فيها محمد نعيم عماد بلاغًا بالتوجه إلى جنوب قطاع غزة لأن شمال القطاع تم إعلانه كمنطقة عسكرية: “أخذت أوراقي واللبس الذي كنت أرتديه على أن  نرجع بعد أسبوع أو أسبوعين. عشت 7 أو 8 حروب في غزة، وفي كل حرب كنا نخلي البيت”. انتقل بذلك الشاب مع عائلته إلى رفح. وصلوا إلى رفح بصعوبة كبيرة بسبب ازدحام الطريق. يقول عماد: “أنا إلى حد هذه اللحظة غير مستوعب أنه كيف أستطعنا الوصول إلى رفح، لأن الطريق كان مزدحم جدًا، مثل تغريبة 1948 وأسوء”.

على طريق رفح

في الطريق كان الصيدلي يوثّق عملية التهجير ومعاناة الناس بجواله وقال أنه صوّر الشاحنة التي كانت تقل حوالي 150 شخصًا على متنها، وهي كانت من قافلة النازحين التي قصفتها اسرائيل وقتل نتيجة لذلك أكثر من 70 شخص. يوضح: “سمعنا صوت القصف، حيث كانت الشاحنة المستهدفة على بعد أقل من كيلو متر واحد مني”.

عماد يتحدث الإنجليزية والإسبانية بطلاقة لأنه كان قد درس الصيدلة في فنزويلا من عام 2014 لعام 2016. سخّر هذه اللغات لنقل ما كان يشاهده للعالم، لكنه في الوقت ذاته يقول: “لم يكن باستطاعتي توثيق كل شيء لأنني أخاف على عائلتي، وكذلك أخاف على الناس التي استضافتنا كنازحين حتى لا يتضرروا بسبب العمل الذي أقوم به”. استهداف الصحفيين وعائلاتهم في غزة منع نعيم من ممارسة هذا العمل، وبشكل خاص بعد أن حدث هذا تمامًا مع صديق له كان يوثق وينشر الفيديوهات للقصف وعواقبه وتم استهداف عائلته ما أدى لمقتلهم جميعًا 11 شخص ونجا الصديق لوحده، وفقًا لما يخبر به الشاب.

قبل الحرب كان الصيدلي يجلب الأدوية لعائلات أصدقائه وجيرانه المرضى من الشركة التي كان يعمل بها بأسعار أقل لمساعدتهم، في الحرب يتصلون به ويطلبون الأدوية لكنها لم تكن متوفرة، “بعد مرور أيام أسأل الشخص الذي طلب مني الأدوية عما إذا استطاع تحصيله فيقول لي أن المريض قد توفي، وهذه كانت من اقسى اللحظات بالنسبة لي”. 

وصل محمد نعيم إلى رفح بصعوبة كبيرة حيث تعرض لحادث على الطريق بسبب القصف والفوضى. يعبّر: “ذل ومعاناة في رفح. يجب عليك الانتظار ثمان ساعات حتى تحصل على الخبز في بعض الأحيان وبالنسبة للحصول على الغاز، أنا أحد الأشخاص الذي انتظر في الدور لمدة ثلاثة أيام للحصول على جرة غاز. ليس لدي كلمات بإمكانها وصف ما شاهدته وعشته. مستحيل أن أنسى أي لحظة”. 

أكد الشاب أن منزله تم تدميره وفقًا لما أخبره أصدقاء له مكثوا في الشمال، حيث يعلّق على ذلك: “دعنا نتخيل: إذا توقفت هذه الإبادة الجماعية، نحن إلى ماذا سنعود وإلى أين سنعود؟ لم يعد لدينا منزل أو أي شيء آخر. دعوتُ الله أن أتمكن من الخروج نحو مصر قبل أن أعود إلى الشمال، يكفيني الذي شاهدته عبر مقاطع الفيديو والصور لما حلّ بمناطق الشمال، ولهذا لا أريد رؤيته على أرض الواقع. الحمدلله تمكنت من الخروج”.

صورة لمنزل محمد نعيم عماد شمال قطاع غزة والذي قال لمجلة بيننا إنه تدمّر بالكامل. خاصة

كان الخيار الوحيد بالنسبة لنعيم هو إطلاق حملة تبرعات حتى يتمكن من الخروج مع عائلته، وهي الطريقة التي أصبح يلجأ إليها الكثير من الغزاويين للحصول على المال والخروج إلى مصر،  لكن نعيم حصل على مبلغ ساعده على الخروج وحده حيث دفع 5 آلاف دولار ووصل إلى القاهرة بعد حوالي 11 ساعة وكان وداع أهله بالنسبة له هو من أقسى اللحظات: “بكينا جميعًا، وقال والدي والدموع في عينيه: أوعدنا بأنك سوف تخرجنا من هنا”. 

بعد وصوله إلى القاهرة بدأ يشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء، ويختتم: ” أنا الآن هنا بدون عائلة وبدون أي شيء، وليس لدي أي خطط حتى الآن فأنا خرجت هاربًا من الموت”.

كاتب

  • Okba Mohammad

    Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Okba Mohammad

Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana
زر الذهاب إلى الأعلى