fbpx
أخبارتقاريرمجتمع

تواجه إسبانيا أسوأ موجة حرائق في تاريخها

تعاني إسبانيا منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع من نشوب حرائق تعد الأضخم في تاريخها، حيث غطت هذه الحرائق مناطق واسعة من البلاد والتهمت النيران آلاف الهكتارات. وبهذا أصبحت إسبانيا الدولة الأوروبية الأكثر تضررا من الحرائق في عام 2022.

ساهمت درجات الحرارة المرتفعة في إسبانيا، باندلاع عشرات الحرائق في 23 مقاطعة في إسبانيا، حيث تركزت الحرائق الأضخم في إقليم الأندلس في الجنوب وإقليم غاليسيا في الشمال، بالإضافة إلى جزر الكناري، وبلغت مساحة الغابات التي دمرتها الحرائق في إسبانيا حتى اليوم 222،800 هكتار منذ يناير العام الجاري، أي ما يعادل نسبة 38.5 ٪ من إجمالي الأراضي التي احترقت في أوروبا والتي بلغت 578،956 هكتارًا منذ يناير، وفقًا لبيانات من نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي (EFFIS). لتصبح أكبر الحرائق منذ عقدين، حيث تم تسجيل 324 حريقاً في إسبانيا لهذا العام.

تؤكد هذه البيانات أن إسبانيا تواجه أسوأ موجة حرائق في تاريخ الحرائق التي سجلت في إسبانيا، حيث كانت أسوأ الحرائق التي سجلت في أسبانيا تلك التي كانت في عام 2006، و التي تلتها كانت في عام 2012، عندما طالت الحرائق 189376 هكتارًا،  تلاه عام 2017، بـ 130،920.

احتراق الغابات في غوادالاخارا . معاذ حامد

أحد رجال الإطفاء خوسيه مانويل ألونسو، الذي يعمل في إطفاء الحرائق في  الغابات منذ 22 عاماً. يقول في مقابلة مع مجلة بيننا، بأن البلاد تواجه وضعاً جديداً وخطيراً للغاية، لأن الحرائق  كبيرة وواسعة جداً. ويضيف: “هذه الحرائق مفتعلة من صنع الإنسان، ووصفها بالمتعمدة، وبأن هناك إهمال كبير”.

 ويؤكد بأن الحكومة لا تتعامل مع هذه الحرائق بشكل جدّي، حيث أنه في إسبانيا، يتم الاعتراف برجال الإطفاء بشكل رسمي كيكان، ولكن لا يتم التعامل على هذا الأساس، ويتم منح معظمهم عقود عمل بتعيينهم كعمال أو صيادين أو زراعيين وليس بمسمى رجال الإطفاء ومكافحة حرائق الغابات. ويشارك الآلاف من رجال إطفاء الغابات ويقومون على رأس عملهم بمسميات أخرى مختلفة عن تسميتهم الحقيقية ” إطفاء الحرائق”. 

ويضيف خوسيه بأن حجم المخاطر التي يتعرضون لها كبيرة: “نحن منهكون، نخاطر بحياتنا بل ونفقدها كما حدث مع زميلنا في حريق غابة في زامورا. بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والتنفسية التي نصاب بها، ونريد من الحكومة أن يعترفون بالعمل الجاد الذي نقوم به في حالات الطوارئ، لأننا في الحقيقة  نشعر بالعجز الشديد وبامتعاض شديد”.

ماذا خلفت الحرائق وأين؟

وفقًا لإدارة البيانات في RTVE، فإن موسم الحرائق يمضي قدمًا وعلى الرغم من أن الحريق لا يؤثر على المنطقة بأكملها بشكل متساوٍ، إلا أن المنطقة التي احترقت في أكثر من 23 مقاطعة هي بالفعل أعلى من المتوسط في قياس الحرائق. وكانت زامورا الأكثر تضررا، حيث احترق أكثر من 67000 هكتار، تليها أورينس، بأكثر من 18000 هكتار، نافار، 17000، كاسيريس، 16000؛ لوغو، 14000؛ سرقسطة، 12000؛ أستورياس، 10000، مالقة، 7000.

تضاعف عدد الهكتارات المتضررة من الحرائق منذ كانون الثاني (يناير) بنحو تسعة أضعاف، حتى الآن لا تزال المعدلات في النمو بسبب الحرائق التي لا تزال نشطة. ولم تقتصر الأضرار فقط على خسارة الغابات. قال رئيس الحكومة  الإسبانية بيدرو سانشيز يوم الأربعاء 12 يوليو، بإن موجة الحر التي ضربت إسبانيا تسببت بمقتل “أكثر من 500 شخص”. وبالإضافة إلى آلاف الناس الذين أُجبروا على إخلاء منازلهم في مقاطعات متعددة من إسبانيا، منها قرى ومدن تم إخلاؤها بشكل كامل بسبب انتشار النيران داخلها.

كما تحطمت  مروحية خلال أعمال إطفاء الحريق في منطقة سيريزو دي موهير ناندوش، في هيومانس (غوادالاخارا) نتيجة لاصطدامها بخط كهربائي عالي الجهد، إلا أن الطيار تمكن من مغادرة المروحية قبل انفجارها، وتمكن من النجاة بنفسه وتم نقله إلى إحدى المشافي في منطقة غوادالاخارا، وتم تقييمه لاحقًا من قبل الخدمات الصحية “بأن وضعه الصحي جيد”.

حرائق نشطة

على الرغم من تحسن الوضع خلال الأيام القليلة الماضية  إلا أن الخطر لا يزال مرتفعاً في معظم أنحاء إسبانيا. حيث لا تزال العديد من الحرائق نشطة وعلى المستوى 2 في غاليسيا، مع أكثر من 10000 هكتار محترق. في أتيكا (سرقسطة).  بالإضافة إلى حريق في أربو (بونتيفيدرا)، الذي لا زال نشطًا حتى الآن وتسبب بحرق 400 هكتار.

 فيما استبعد جوليو بيريز، المتحدث باسم حكومة جزر الكناري، في مؤتمر صحفي، أن يتحسن الوضع خلال الـ 24 ساعة القادمة، “مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة النسبية والرياح، من غير المتوقع أن تستقر النيران في الساعات القليلة المقبلة، لذلك تستمر قوات الإطفاء  في العمل حتى إخماد الحرائق المشتعلة”.

تقول السلطات الإسبانية أنها، سيطرت على الحرائق الرئيسية في الأندلس وقشتالة ليون. بينما الوضع في غاليسيا لا يزال مصدر قلق للسلطات نظراً لكثافة الغابات هناك وسرعة الرياح التي تساهم في تسارع النيران. وفي الوقت نفسه تؤدي الرياح المتغيرة إلى تعقيد العمل للسيطرة على الحريق الذي أعلن عنه الأسبوع الفائت في تينيريفي والذي أثر بالفعل على حوالي 2000 هكتار.

وزار رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، يوم الاثنين 18 يوليو المناطق المتضررة من الحرائق التي التهمت على آلاف الهكتارات في إكستريمادورا، وهي واحدة من المجتمعات الأكثر تضررًا من درجات الحرارة القصوى -حيث وصلت إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية – التي شهدتها الأسابيع الماضية في جميع أنحاء البلاد تقريبًا.

وكما صرح سانشيز خلال زيارته لمدينة كاساس دي ميرافيت في كاسيريس، على إثر حريق منتزه مونفراغي الوطني، الذي أضرم 3000 هكتار، أن الحكومة ستواصل “الالتزام الكامل” بوقف وإطفاء الحرائق التي حدثت حتى الآن هذا العام في إسبانيا. وقد ربط الرئيس هذه الظواهر بتغير المناخ وطلب من الإدارات والأطراف الدولية أن تضع سياسات بيئية للتعامل مع ما يعتبره دليلاً: “تغير المناخ يقتل”.

تستمر فرق إطفاء حرائق الغابات بمواجهة هذه الحرائق ومحاولة كبحها، بعد الضرر الجسيم الذي ألحقته بالغابات، حيث أوقعت خسائر مادية كبيرة وخسائر في الأرواح، في محاولة منها لإنهاء هذه المأساة التي لم تشهدها إسبانيا من قبل.

كاتب

  • Moussa Al Jamaat

    Periodista sirio residente en Madrid desde 2019. Empezó a estudiar Informática en la Universidad de Damasco (campus de Daraa), pero abandonó sus estudios por la erupción del conflicto en Siria. Entre 2011 y 2019 trabajó como reportero y fotógrafo para agencias de noticias locales. Ahora trabaja como reportero, fotógrafo y se encarga de la web de Baynana. كانب/ مصور /مصمم صحفي سوري مقيم في مدريد منذ عام 2019. بدأ دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة دمشق (فرع درعا) ، لكنه تخلى عن دراسته بسبب اندلاع الصراع في سوريا. بين عامي 2011 و 2019 عمل كمراسل ومصور لوكالات الأنباء المحلية. يعمل الآن كمراسل ومصور ومصمم ويدير موقع مجلة بيننا الإلكتروني.

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Moussa Al Jamaat

Periodista sirio residente en Madrid desde 2019. Empezó a estudiar Informática en la Universidad de Damasco (campus de Daraa), pero abandonó sus estudios por la erupción del conflicto en Siria. Entre 2011 y 2019 trabajó como reportero y fotógrafo para agencias de noticias locales. Ahora trabaja como reportero, fotógrafo y se encarga de la web de Baynana. كانب/ مصور /مصمم صحفي سوري مقيم في مدريد منذ عام 2019. بدأ دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة دمشق (فرع درعا) ، لكنه تخلى عن دراسته بسبب اندلاع الصراع في سوريا. بين عامي 2011 و 2019 عمل كمراسل ومصور لوكالات الأنباء المحلية. يعمل الآن كمراسل ومصور ومصمم ويدير موقع مجلة بيننا الإلكتروني.
زر الذهاب إلى الأعلى