fbpx
تقاريرحقوق

الثلوج تزيد مأساة النازحين في الشمال السوري

عاصفة ثلجية تضرب مخيمات النازحين في الداخل السوري، وتحاصر العديد منهم. انقطع هؤلاء الناس بشكلٍ تام عن المناطق المحيطة بهم وعن العالم.


قد تكون الثلوج عاملاً و مصدراً للفرح لدى العديد من الشعوب، لكن الوضع هناك في سوريا مختلفٌ تماماً. حيث يُشكّلُ تساقط الثلوج بشكلٍ غزيرٍ مأساةً ومعاناةً حقيقةً لسكّان المخيمات العشوائية على الحدود التركية. ويعيش أكثر من 1,7 مليون منهم في مخيماتٍ متهالكةٍ وبدائيةٍ أو في بناياتٍ غير مكتملةٍ. كما أنّ عدداً كبيراً من هذه المساكن المؤقتة في هذه المخيمات دون سقفٍ أو دون عزلٍ أو أنّها تعرضتْ لأضرارٍ جسيمةٍ بسبب الكوارث الطبيعية.

بدأتْ العواصف الثلجية تضرب منطقة شمال غرب سوريا يوم 18 كانون الثاني/ يناير 2022. تسبب ذلك في أضرار بالغة، انعكستْ على ما لا يقلّ عن سبعة وأربعين مخيماً للنازحين السوريين. وقد تمّ الإعلان عن وفاة ثلاثة أطفال وانقطاع الطرق بسبب تراكم الثلوج. ما يزيد مأساوية الوضع في هذه المخيمات البدائية. وقد غُطيت مخيمات النازحين بطبقات كبيرة من الثلوج، ما أدى إلى سقوط بعض الخيام بسبب ثقل هذه الثلوج. هذا ما أكده عمر الحوراني مراسل قناة الجزيرة، في لقائه مع مجلة بيننا.

أوضح الحوراني بأنّ العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة، تعتبر الأولى بهذه القساوة. “هذه الخيام غير مقاومة لمثل هذه الظروف الجوية”. مؤكداً تحطّم معظم الخيم التي زارها أثناء جولته الإعلامية في ريف حلب الشمالي في سوريا. 

وأضاف الحوراني: “الوضع الإنساني كارثيّ للغاية، خاصّةً في ظل انعدام مقومات التدفئة والتغذية. هناك الكثير من المحاصرين، والطرقات مغلقة بسبب تراكم الثلوج، والأطفال وكبار السن هم الفئة الأكثر عرضة للخطر”. 

تُشير التوقعات إلى هبوط درجات الحرارة في هذه المناطق إلى ما دون 14 درجة مئوية تحت الصفر، في أدنى معدل لها منذ نحو أربعين عاماً حسب منظمة إن جي أو كير إنترناشونال  ”NGO CARE International”. وقد تعرّض ما لا يقلّ عن 362 خيمة في 31 موقعاً مختلفاً لأضرار متفاوتة، ترك ذلك أكثر من ألفي شخص في العراء حسب مكتب الأمم المتحدة للتنسيق في الشؤون الإنسانية.

يقول المراسل الصحفي بأنّ الأضرار التي لحقت بالمخيمات جسيمة للغاية، والعديد من الناس لم يجدوا ملجأً بعد تحطّم خيامهم. بالإضافة إلى انعدام وسائل التدفئة، والتي إن وجدت فهي ضارّة للغاية، حيث يلجأ كثيرون إلى جمع بقايا القمامة والأكياس والألبسة لإحراقها من أجل الحصول على الدفء، نظراً لانعدام الوسائل الأخرى. 

حالة من العجز أصابت قاطنيّ المخيمات داخل سوريا، وسط تخوّف من تكرار مشهد تساقط الثلوج، فهم غير قادرين على إعادة تأهيل خيمهم التي غمرتها الثلوج. بينما تقف الهيئات والمنظمات الإغاثية عاجزةً عن إيجاد بديلٍ، حيث يحتاج الموقف تحرك دولي لإنقاذ هؤلاء، وتقديم البدائل والحلول لإنهاء هذه المعاناة. 

يقتصر عمل بعض المنظمات الإنسانية والإغاثية محدودة الإمكانيات على فتح وتنظيف الطرقات وتقديم المحروقات والغذاء، الذي قد يكفيهم لمدة أسبوع واحد فقط. وتُبدي هذه المنظّمات قلقها من إمكانية حدوث فيضانات عندما تبدأ الثلوج في الذوبان. وفي محاولة لإيجاد بدائل عن الخيم قامت منظمة ملهم التطوعية بإطلاق بث مباشر على حساباتها لجمع التبرعات للمتضررين وإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.

كاتب

  • Moussa Al Jamaat

    Periodista sirio residente en Madrid desde 2019. Empezó a estudiar Informática en la Universidad de Damasco (campus de Daraa), pero abandonó sus estudios por la erupción del conflicto en Siria. Entre 2011 y 2019 trabajó como reportero y fotógrafo para agencias de noticias locales. Ahora trabaja como reportero, fotógrafo y se encarga de la web de Baynana. كانب/ مصور /مصمم صحفي سوري مقيم في مدريد منذ عام 2019. بدأ دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة دمشق (فرع درعا) ، لكنه تخلى عن دراسته بسبب اندلاع الصراع في سوريا. بين عامي 2011 و 2019 عمل كمراسل ومصور لوكالات الأنباء المحلية. يعمل الآن كمراسل ومصور ومصمم ويدير موقع مجلة بيننا الإلكتروني.

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Moussa Al Jamaat

Periodista sirio residente en Madrid desde 2019. Empezó a estudiar Informática en la Universidad de Damasco (campus de Daraa), pero abandonó sus estudios por la erupción del conflicto en Siria. Entre 2011 y 2019 trabajó como reportero y fotógrafo para agencias de noticias locales. Ahora trabaja como reportero, fotógrafo y se encarga de la web de Baynana. كانب/ مصور /مصمم صحفي سوري مقيم في مدريد منذ عام 2019. بدأ دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة دمشق (فرع درعا) ، لكنه تخلى عن دراسته بسبب اندلاع الصراع في سوريا. بين عامي 2011 و 2019 عمل كمراسل ومصور لوكالات الأنباء المحلية. يعمل الآن كمراسل ومصور ومصمم ويدير موقع مجلة بيننا الإلكتروني.
زر الذهاب إلى الأعلى