fbpx
سياسةمقابلات

“الشعب الإيراني لن يتراجع أبداً، لقد تحولت الاحتجاجات إلى ثورة”

"لقد كانت الشابة مهسا أميني راية الاحتجاجات في البداية، لكن سبب الثورة وما يحدث الآن هو نتيجة 43 عاماً من الفوضى التي يعيشها الإيرانيون مع السلطات الديكتاتورية"

بدأت الاحتجاجات الشعبية في إيران منذ أكثر من 40 يوماً، واشتعل فتيلها بهذه الشعارات “المرأة، الحياة، الحرية” و “الموت للديكتاتور” في 16 سبتمبر رداً على مقتل الشابة (مهسا أميني 22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها على يد شرطة الأخلاق بحجة عدم ارتدائها الحجاب بشكل لائق.

 ردتْ السلطات الإيرانية على المظاهرات السلمية بالعنف، ووفقاً لمنظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج، فقد قتلت السلطات حتى اليوم ما لا يقلّ عن 253 مواطناً ومواطنةً إيرانية، بينهم 34 طفلاً و 19 امرأة.

للحديث حول ما يجري في إيران اليوم وعن الأسباب الأخرى للاحتجاجات هناك، تحدثنا في مجلة بيننا إلى الناشطة نيلوفار صابري، التي تعيش في إسبانيا وتعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان في بلدها. وصلت إلى إسبانيا عندما كان عمرها 14 عاماً مع أبويها، حيث هربوا من إيران خوفاً على حياة والدها بعد أن وصل إلى السلطة نظام خامنئي.

إلى أين وصلت الاحتجاجات في إيران اليوم؟ ومن المعروف أن السبب المباشر للاحتجاجات كان مقتل الشابة مهسا أميني، لكن هل هناك أي أسباب أخرى؟

تحولت الاحتجاجات في إيران اليوم إلى ثورة. لقد كانت الشابة مهسا الراية للاحتجاجات في منتصف سبتمبر – أيلول الماضي، لكن سبب الثورة وما يحدث خلال الأسابيع الأخيرة، هو نتيجة 43 عاماً من الفوضى التي يعيشها الإيرانيون مع السلطات الديكتاتورية في إيران، والتي باتت لا تطاق،. لم يكن ما حدث بين عشية وضحاها. نحن نحتج منذ 43 عاماً، نسجن ونتعرض للاغتصاب وللموت تحت التعذيب وللإعدامات الميدانية.

لقد حان الوقت. نهض الشعب ولن يتراجع، لقد أصبحت ثورة، يعود الفضل الكبير في انتشارها إلى الإنترنت، لأنه أصبح اليوم من خلال الهاتف المحمول يمكن متابعة كل ما يحدث خلال الحملة البربرية التي يعاني منها الناس. أصبح بإمكانهم اليوم إرسالها ليراها العالم بأسره. ومع ذلك فإنهم ينكرون ما يحدث – أي السلطات – حتى صور إطلاق النار على المتظاهرين في الشارع، والاعتداء عليهم، وإطلاق الغاز المسيل للدموع على مدارس الأطفال…. كل هذا مسجل وموثق ومع ذلك ينفونه. هم أصلاً ينفون سقوط قتلى في المظاهرات على يد العناصر الحكومية. يقولون إنهم متسللون أرسلهم العدو، وعندما يقول العدو، فإنهم يشيرون دائماً إلى الولايات المتحدة لإثارة الفتنة بين فئات الشعب الإيراني. 

الناشطة نيلوفار صابري في ساحة غران بيا وسط مدريد. عقبة محمد

هل يختلف الحراك الشعبي في إيران اليوم عن الحراكات الشعبية السابقة؟ وهل رد فعل السلطات مختلف أيضا؟

الأمر مختلف لأنه يمكننا الحصول على المعلومات اليوم. في السابق لم يكن بإمكانك الحصول على معلومات من إيران. نحن نعتمد على الدعم الدولي للشعوب وليس من حكوماتها. الأمر مختلف هذه المرة لأنها المرة الأولى التي تتوحد فيها المعارضة في الخارج على نطاق واسع. نحن ملايين الإيرانيين المنفيين في تناسق وانسجام مع الإيرانيين في الداخل. نحن نحارب بغض النظر عن أيديولوجيات كل واحد منّا. نحن في نفس الجانب، إنها المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، إنها المرة الأولى التي تبدأ فيها الثورة بإيحاءات نسوية. لقد انتفضت النساء ثم دعمنا الرجال. شيء أدى إلى شيء وكتف بكتف نحن نمضي قدماً بهذه الثورة. إنها المرة الأولى التي لا يخاف فيها المرء من الموت؛ لأن الشباب الذين يشكلون غالبية السكان، يفضلون الموت على الاستمرار في العيش كما عاش آباؤهم.

ما هي مكونات الحراك في الشارع الإيراني اليوم؟

المكونات هي حركات عفوية. لا يوجد قائد ولا مُنظّم ولا هيكل. يتعلم الناس خلال الأنشطة التي يقومون فيها، ويحاولون تجنب المزيد من الوفيات. وبدلاً من الدعوة إلى مظاهرات كبيرة، حيث الإنترنت مقطوع عملياً، فإن ما يفعلونه هو القيام بذلك في نقاط مختلفة من نفس المدينة. وبهذه الطريقة فإنهم يسهلون هروبهم عندما تحاصرهم قوات الأمن.

كما تشمل الإجراءات التي يقوم بها السكان المدنيون أشياء مثل كتابة شعارات على الجدران، وتغيير أسماء الشوارع أو إعادة تسمية الحدائق باسم مهسا أميني. كذلك يحطمون الإعلانات الدعائية الإسلامية للرئيس التي تغطي المدينة بأكملها، ويحرقون علم الجمهورية، ويغنون الأغاني الثورية وخاصة أغنية سيرفين – التي تحولت إلى نشيد للثورة – كذلك تلاميذ المدارس مزقوا صور خامنئي الموجودة في كتبهم.

هل تختلف مشاركة المرأة في التظاهرات هذه المرة عن مشاركتها في الاحتجاجات السابقة في البلاد؟

نعم، مشاركة النساء في التظاهرات مختلفة هذه المرة. النساء هن الأبطال ثم تبعهن الرجال. هذه المرة، المرأة هي قائدة الثورة. يبدأ شعار “المرأة ، الحياة ، الحرية” بكلمة امرأة، فهي بطلة الثورة المشتعلة في إيران.

كيف هو عمل منظمات حقوق الإنسان في إيران خلال الاحتجاجات، وكيف كان قبلها؟

 يُنظر إلى الاحتجاج عموماً في إيران أنه يقوض أمن الدولة. جميع النشطاء في السجون حتى نشطاء البيئة. على سبيل المثال العاملين في القطاع التعليمي لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور وشهور، وإذا طلبوا رواتبهم، فإن ذلك يعتبر زعزعة لأمن الدولة ويسجنون بسبب ذلك. لا يوجد هيكل لحماية الحقوق. لدى السلطات بعض التنظيمات الإسلامية، لكنها تتعارض مع كرامة الإنسان وكرامة المرأة على وجه الخصوص.

ما نقوم به هو الاحتجاج في الشارع وهو غير مسموح. خرج المحامون للاحتجاج من أجل المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، حيث تم انتهاك حقهم الدستوري في التظاهر. ماذا حدث؟ تم القبض على المحامين أنفسهم. 

تقدر منظمات حقوق الإنسان أن أكثر من 250 شخصاً لقوا حتفهم في إيران ، منهم 35 قاصراً. هناك أكثر من 13309 معتقلين، 13 ألف في سجن كان بالأساس ممتلئاً، أي أن الناس في الزنزانة يقفون على أقدامهم، جميعهم تم احتجازهم خلال الأسابيع الستة فقط، والأرقام دائماً باتجاه الأعلى. تم التعرّف على 2000 شخص فقط والباقي مجهولون. نحن نعلم أنه من بين أولئك هناك حوالي 214 طالباً جامعياً. مثقفو إيران في السجون الآن.

كيف يتم تغطية هذا الحراك من قبل الإعلام المحلي، ومن الذي ينقل الصورة الحقيقية اليوم من هناك؟

 لا يوجد في إيران سوى وسائل إعلام رسمية وتخضع لرقابة صارمة من المرشد الأعلى. لا توجد صحافة هناك. فقط الصحفيون المرتبطون بالنظام ومن التلفزيون والراديو الرسميين. لا توجد صحافة ولا إعلام. ومن ناحية أخرى، كل من يتمكن من التصوير يفعل ذلك ويرسله إلى خارج البلاد لنشره. ما يحدث في إيران نعرفه بفضل شعبها.

هل برأيك هناك تشابه بين رد فعل السلطات الإيرانية ضد الاحتجاجات وبين رد فعل النظام السوري في ثورة 2011 بسوريا؟

هناك تشابه تام. إنهم يستخدمون نفس التصميم، وما تريده جمهورية إيران الإسلامية بشكل ما، إجبار السكان على تحويل الاحتجاجات السلمية إلى احتجاجات مسلحة عنيفة من أجل الحصول على الذريعة التي كان بشار الأسد يمتلكها في سوريا. تريد أن تتبع نفس النمط بالضبط. إنهم يخبرون السكان باستمرار أنه إذا لم تتوقف الاحتجاجات، فسيكون مستقبل إيران مثل العراق وسوريا ولبنان. وهذا ما يخيف السكان باستمرار، وهكذا يتصرف حكام إيران بنفس سلوك حكام سوريا.

ماذا تفعلون هنا في إسبانيا، لأجل إيران؟

نقوم به في إسبانيا هو التظاهر في الشوارع، ومحاولة إجراء كل المقابلات التي يمكننا القيام بها. نحاول أن نقول ما يحدث لإعطاء صوت وجمع التوقيعات حتى لا يعترفوا بشرعية هذا النظام القاتل. هذه أعمال يقوم بها جميع الإيرانيين في المنفى.

كاتب

  • Ayham Al Sati

    صحفي سوري، يعيش في مدريد منذ عام 2019. مؤسس ومحرر في مجلة بيننا، متخصص في الأدب العربي من جامعة دمشق، وعمل كصحفي خلال الحرب في سوريا منذ العام 2011. Es un periodista sirio. Vive en Madrid desde el año 2019. Cofundador y editor en la revista de Baynana.es. Es especialista en Literatura Árabe por la Universidad de Damasco y trabajó como periodista durante la guerra en Siria desde el año 2011. 

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Ayham Al Sati

صحفي سوري، يعيش في مدريد منذ عام 2019. مؤسس ومحرر في مجلة بيننا، متخصص في الأدب العربي من جامعة دمشق، وعمل كصحفي خلال الحرب في سوريا منذ العام 2011. Es un periodista sirio. Vive en Madrid desde el año 2019. Cofundador y editor en la revista de Baynana.es. Es especialista en Literatura Árabe por la Universidad de Damasco y trabajó como periodista durante la guerra en Siria desde el año 2011. 
زر الذهاب إلى الأعلى