fbpx
الرئيسيةتقاريرحقوقسياسة

رسائل سياسية بدماء السوريين: روسيا تصعد في شمال سوريا

هاجم النظام السوري وحليفته روسيا مناطق متفرقة شمال غرب سوريا، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين. يعتقد خبراء أن الهجمات هي رسائل من روسيا إلى تركيا.

قُتل طفلان وأُصيب رجلان بجروح نتيجة قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري وروسيا، استهدف قرية كفر تعال بريف حلب يوم السبت 30 تموز 2022، وفي اليوم التالي استهدف قصف مماثل القرية ذاتها، ما أدى لنفوق 25 رأسًا من الأغنام. كما قتلت امرأة يوم الاثنين 25 تموز بقصف مشابه على مدينة إعزاز شمال حلب.

تشهد منطقة شمال غرب سوريا تصعيدًا مستمراً في الآونة الأخيرة، حيث تستهدف قوات النظام السوري وروسيا مناطق متفرقة بالمدفعية الثقيلة والقذائف والطائرات الحربية. تتعرّض مدينة إدلب على وجه الخصوص لاستهدافات متكررة بين الفينة والأخرى، بالرغم من استمرار سريان ما يُعرف باتفاق “موسكو” أو اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا، في الخامس من آذار عام 2020، والذي من المفترض أن يُجنّب هذه المدينة القصف والعمليات العسكرية.

مجزرة بحق عائلة نازحة 

حوالي الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة 22 تموز 2022، شنت طائرة حربية روسية غارتها الأولى على مزرعة لتربية الدواجن في بلدة الجديدة غرب إدلب، يقطنها مهجّرون من ريف مدينة حماة. أوقع الهجوم أربعة قتلى وهم أطفال أشقاء، وجرح والداهم. وبعد الهجوم الأول بخمس دقائق شنت الطائرات الحربية غارات جوية على المكان ذاته الذي وقعت فيه المجزرة، ما أدى لمقتل شابين كانا في الجوار وهرعا لمساعدة الجرحى الذين سقطوا نتيجة الهجوم الأول. 

وفي الوقت ذاته، شنت الطائرات غارتان جويتان على بعد 500 متر من موقع الهجمات الأولى ما أدى لمقتل الشخص السابع الذي كان على الطريق بالقرب من مكان الاستهداف، وفقًا للدفاع المدني السوري الذي قال في تصريح صحفي لمجلة بيننا: “هذه منازل مدنيين ويجب أن تكون محيّدة ومحمية بموجب القانون الدولي”.

فيما يخص الجرحى الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض من قبل فرق الدفاع المدني و إسعافهم إلى المستشفيات وهم 13 مصابًا بينهم ثمانية أطفال، فإن والدة الأطفال الأربعة الذين قتلوا هي في العناية المركزة في حالة خطرة، وأيضًا يوجد طفلة في حالة حرجة، بينما الوالد وبقية المصابين حالتهم مستقرّة، حسب تصريح الدفاع المدني. 

استجابت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني منذ بداية العام حتى يوم الخميس 21 تموز 2022 لـ 216 هجومًا على المدنيين شمال غرب سوريا من قبل قوات النظام السوري وروسيا حسب ما أفاد لبيننا،  أدت هذه الهجمات لمقتل 24 مدنيًا بينهم ثمانية أطفال وأربع نساء وإصابة 45 آخرين. من بين هذه الهجمات 44 هجومًا جويًا من قبل الطائرات الروسية.

بثت شبكات محلية مشاهد قاسية للأطفال القتلى وللعائلة وهي تبكيهم. مصادر محلية قالت أن ما تبقى من العائلة، اضطروا للنزوح مرة أخرى إلى بيوت أقاربهم في منطقة أخرى، بعد أن فقدوا ملاذهم الأخير بفعل الضربات الروسية.

أحدثت المجزرة والمشاهد التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا وحزنًا في آن واحد، كتب الدفاع المدني على حسابه تويتر معلقًا على المجزرة: “توقفت الحياة وبكت القلوب بصمت، أرواح فاضت إلى السماء وأرواح تبكي من الألم، هنا للموت … رهبة…. وللصمت رهبة. مجزرة الجديدة غربي إدلب”.

وبعد مرور أيام قليلة على المجزرة، قتل مدني وأصيب اثنان بينهم امرأة بقصف صاروخي استهدف مخيم كويت الرحمة للنازحين في مدينة عفرين شمال حلب يوم الأحد 25 تموز 2022. مصدر القصف هي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام السوري وفقُا للدفاع المدني، الذي اعتبر في بيان له أن “هذا التصعيد خطير وجريمة ارهابية جديدة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تستهدف المدنيين”.

فيديو قصف مخيم كويت الرحمة في مدينة عفرين

دماء السوريين: رسائل سياسية 

جاءت هذه الاستهدافات بعد أيام قليلة من انعقاد قمة طهران الثلاثية بين أبرز اللاعبين في الحرب السورية، تركيا، روسيا، إيران التي أعربت فيها طهران لأردوغان عن رفضها للعملية العسكرية التي تنوي تركيا شنّها على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في ريف حلب الشمالي والشرقي.

يشرح رئيس مركز رصد للدراسات العميد عبد الله الاسعد في تصريح لمجلة بيننا: “قصف المناطق التي يقطنها النازحون هو بمثابة رسالة من روسيا وإيران عبر صندوق البريد السوري، مفادها: بأننا مستعدون لتصعيد الوضع في كل الأماكن ولا نأخذ أي اعتبار للنازحين ولا لأحد، ومستعدين أن نقوم بقصف الأماكن التي تقع تحت سيطرتكم”.

يرى الأسعد الاستهدافات التي تلت القمة والتي لا تزال مستمرة، هي وسيلة ضغط على تركيا من قبل الروس والإيرانيين لمنعها من تنفيذ العملية العسكرية، ويقول أن الهدف من هذه “التجاوزات” التي تقوم بها روسيا هو إعطاء إشارات لتركيا بأنها صاحبة اليد النافذة في الشمال السوري وهي التي تتحكم بالجغرافيا السورية بالرغم من السيطرة التركية.

حتى النصف الأول من عام 2022 بلغ عدد المواقع العسكرية التركية في سوريا 124، بينما المواقع الإيرانية 469 والروسية 132، ومواقع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 28، وفقًا لمركز جسور للدراسات. 

 يوضح الأسعد: “الجانب الروسي غير ملتزم بالاتفاقيات ولم يمر شهر دون ارتكاب مجازر سواء هو أو حليفه نظام الأسد” معتقدًا أن الأوضاع سوف تتجه لتصعيد قد يطال مناطق أخرى وهو ما يحدث بالفعل. 

بلغت الهجمات الروسية التي استجابت لها فرق الدفاع المدني 5586 هجومًا منذ بدأ التدخل الروسي عام 2015 حتى عام 2021، كما نتج عنها مقتل ما لا يقل عن 4018 مدني بينهم نساء وأطفال. أوضح الدفاع المدني في تصريحه أن هذه الهجمات هي فقط هجمات روسية ولا تشمل الهجمات المشتركة بين روسيا والنظام السوري. وأشار إلى أن أعداد القتلى هي اكبر من ذلك لأن الكثير من الجرحى يفارقوا الحياة بعد أن يتم إسعافهم.

يختم الدفاع المدني: “إن الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا واستخدام سوريا كحقل تجارب لتطوير الأسلحة الروسية، لن تقتصر آثارها على السوريين، إذ يظهر هذا السلوك تجاهلاً صارخاً للحياة البشرية والالتزامات بالقانون الدولي الإنساني”. 

كاتب

  • Okba Mohammad

    Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Okba Mohammad

Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana
زر الذهاب إلى الأعلى