fbpx
الرئيسيةتقاريرحقوق

حطام القارب في اليونان: عائلات تبحث عن أبنائها والسلطات تعقد الإجراءات

بعد واحد من أسوأ حطام القوارب على أعتاب أوروبا، سوريون في اليونان يواجهون تعقيدات في الحصول على معلومات حول أقاربهم الذين كانوا في القارب. ومن جهة أخرى، اليونان استلمت معلومات حول القارب ولم تطلق عملية انقاذ.

سارع عدي أبو شام للسفر إلى اليونان من مكان إقامته في المملكة المتحدة، للبحث عن شقيقيه محمد ورياض، وذلك فور سماعه بغرق قارب الصيد الخشبي على مقربة من سواحل اليونان الجنوبية، فجر الأربعاء 14 يونيو 2023. ينحدر أبو شام من محافظة درعا جنوب سوريا، المدينة التي تشهد عدم استقرار أمني وصراع اغتيالات يدفع بشبابها إلى الهجرة نحو القارّة الأوروبية عبر طرق مختلفة.

انطلق هذا القارب من مدينة طبرق الليبية الساحلية باتجاه الجزر الإيطالية، وكان يحمل على متنه أكثر من 700 مهاجر وفقاً لمنظمات غير حكومية، من بينهم أشقاء أبو شام والعشرات من أبناء مدينته. تشير المعلومات التي يتناقلها المهاجرون وأقاربهم أن هدف القارب كان الوصول إلى إيطاليا، لكنه أضلّ طريقه ودخل إلى المياه الإقليمية اليونانية، بعد أن قضى أكثر من خمسة أيام تائهاً في البحر دون طعام أو شراب.

استطاع أبو شام من التحقق بصعوبة كبيرة من أن شقيقه محمد كان من بين الناجين، بينما لا يزال ينتظر معلومات عن الآخر رياض. أطلق الشاب بث مباشر على صفحته الشخصية في فيس بوك، لإبلاغ العائلات التي تنتظر أخباراً عن أبنائها بالوضع. كما أكد أنه استطاع التحدث مع شقيقه، لكن لمدة أقل من دقيقة، بسبب التشديد الأمني من قبل السلطات اليونانية في المركز الذي يتم احتجاز الناجين فيه. 

ندد أبو شام بصعوبة الحصول على معلومات، وقال: “الكثير من الشرطة، الكثير من الصحافة، الكثير من المنظمات، لكن لم ينفعنا ذلك بشيء، ولم يوفّروا لنا أي معلومات حول مصير الأشخاص الذين نبحث عنهم”. ِشارك أقارب المتضررين في حادثة الغرق مع مجلة بيننا قائمة بأسماء المفقودين والناجين، حيث بلغ عدد المفقودين من مدينة درعا السورية وحدها 55 شخصاً، بينهم ثلاثة نساء بينما بلغ عدد الناجين 35. 

حتى ساعة نشر هذا المقال، بلغ عدد الوفيات نتيجة غرق القارب 79 شخصاً وتم إنقاذ 106 آخرين، بينما لا يزال مصير البقية مجهولاً. قال مصدر من أقارب المتضررين لمجلة بيننا أن السلطات اليونانية تمنع الأقارب الذين يبحثون عن أبنائهم من رؤية جثثهم، بينما يسعى الأقارب للتعرف على أبنائهم لمنع عملية دفنهم تحت اسم مجهول. 

“لا يريدون المساعدة”

تشير المعلومات الأولية أن السلطات اليونانية وخفر السواحل أخفقوا في إطلاق عملية انقاذ، كان من شأنها أن تمنع موت العشرات، حيث يتشابه هذا الحطام مع ذلك الذي حدث في فبراير 2023 قبالة السواحل الإيطالية، وقتل على إثرها 94 شخصاً، والذي كشفت صحف أوروبية من خلال تحقيق استقصائي أن كلاً من إيطاليا ووكالة حرس الحدود فرونتكس كانتا تمتلكان معلومات كافية عن سوء ظروف القارب، لكنهما لما يطلقا عملية إنقاذ، مما أدى إلى وقوع تلك الكارثة. فيما هذا الحطام الأخير يعدّ حجمه أكبر. 

وفقاً لبيان جهاز الإنذار الإيطالي “آرام فون”، فإنه تلقى نداء استغاثة من الأشخاص الذين كانوا على متن القارب قبل غرقهم بعدّة ساعات. بناءً على ذلك أخطر “آرام فون” خفر السواحل اليوناني والإيطالي والمالطي يوم الثلاثاء في الساعة 16:53 بتوقيت أوروبا، بأن هناك قارب في خطر ويحتاج إلى المساعدة، وأوضح في بيانه: “كانت السلطات اليونانية والسلطات الأوروبية الأخرى تدرك جيدًا أن هذا القارب المكتظ غير صالح للإبحار”.

من جانبها رصدت طائرة استطلاع تابعة لوكالة حرس الحدود الأوروبية (فرونتكس) القارب أيضًا يوم الثلاثاء في الساعة 9:47 وشاركت المعلومات مع السلطات اليونانية والإيطالية، حسب ما أجابت على أسئلة أرسلتها بيننا عبر البريد الالكتروني، في حين أنها رفضت الإدلاء بالمزيد من المعلومات حول ظروف القارب عندما كانت تراقبه قائلة: “يجب توجيه جميع الأسئلة إلى مركز تنسيق الإنقاذ اليوناني”.

في الساعات التي أعقبت الكارثة، بررت السلطات اليونانية عدم تقديمها للمساعدة بالقول إنها أرسلت امدادت للقارب قبل غرقه، وعرضت المساعدة، لكن الأشخاص الذين كانوا يعانون من محنة لا يريدون أن يتم إنقاذهم من قبل اليونان. واجه الرد الرسمي لليونان انتقادات عديدة من قبل نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان، ومن بينهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط “فنسنت كونشتيل”، إذ كتب على حسابه في تويتر: “كان هذا القارب غير صالح للإبحار، وبغض النظر عمّا قاله بعض الأشخاص على متنه، لا يمكن مناقشة فكرة المحنة. هناك حاجة إلى نظام بحث قوي وقابل للتنبؤ، بقيادة الدول في البحر الأبيض المتوسط لتجنب تكرار مثل هذه المآسي”.

الخوف من اليونان 

يخشى الكثير من المهاجرين المرور من اليونان خوفاً من إلقاء القبض عليهم وسجنهم وتعذيبهم أو إعادتهم إلى تركيا. حصلت بيننا على عدة شهادات في وقت سابق من طالبي لجوء سوريين، تعرّضوا للتعذيب والإهانة على يد الجنود اليونان. وفي هذا السياق أيضًا نشرت قناة الجزيرة تحقيق استقصائي كشف عن تجنيد اليونان لمرتزقة كي يمنعوا المهاجرين من الوصول إلى اليونان. 

عند وقوع حادثة الغرق كهذه، يتساءل الناس، ما الذي يدفع هؤلاء المهاجرين للمخاطرة بحياتهم، وبيع ممتلكاتهم في بلدانهم لسلوك البحر المتوسط كطريق للهجرة الأخطر في العالم؟ مجلة بيننا طرحت هذا السؤال على منصور الأحمد (اسم مستعار لدواعي الأمن والسلامة لشاب سوري يبلغ من العمر 25 عاماً، موجود في ليبيا الآن ينتظر الرحلة القادمة للتوجه إلى أوروبا. يجيب على ذلك: “لا نخاف من الموت لأننا خرجنا من تحته، ومررنا بظروف أصعب من الغرق والهدف هو الوصول إلى أوروبا لعيش حياة كريمة”. 

كاتب

  • Okba Mohammad

    Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Okba Mohammad

Cubrió la guerra en el sur de Siria de 2015 a 2018 con medios locales. También se ha dedicado a documentar violaciones de derechos humanos de detenidos durante el conflicto. En 2019 trabajó como corresponsal independiente en Turquía y posteriormente viajó a España, donde ha colaborado con medios como Global Voices y el diario Público. Actualmente trabaja como reportero en Baynana
زر الذهاب إلى الأعلى