fbpx
قصصنا

“نصطدم بنظام يضعنا كأبناء مهاجرين على الهامش”

فاطمة بورحيم، إسبانية من أصل مغربي شغوفة بالعمل الاجتماعي، وناشطة في العديد من الجمعيات، ولا سيما جمعية "على الهوامش" الشبابية.

فاطمة بورحيم 26 عاماً، إسبانية لوالدين مهاجرَين مغرَبَيين، شغوفة بالعمل الاجتماعي وأخصائية في العلاج الفيزيائي، وحاصلة على درجة الماجستير في صحة المرأة. ناشطة في العديد من الجمعيات، ولا سيما جمعية “على الهوامش” الشبابية. فاطمة المولودة في إسبانيا تُغنى وتعزف على الجيتار وتهوى الغناء خاصّة الطربيّ منه. 

“أنا لا أحارب الإسلاموفوبيا وحسب، أنا مواطنة إسبانية، وأريد أن أناضل من أجل العدالة الاجتماعية من أجل العالم بأسره. أريد أن أحارب من أجل الحقوق العامة لجميع المواطنين، ليس فقط المسلمين منهم”. تقول الشابّة فاطمة بورحيم وهي إسبانية ابنة لمهاجرين، تعمل في القطاع الاجتماعي وتحارب العنصرية والإسلاموفوبيا، وقد دفعها ذلك للمشاركة في العديد من المؤتمرات والفعاليات في إسبانيا وجميع أنحاء أوروبا وأن تكون مؤسّسة في جمعية تعمل في هذا المجال.

على الهوامش

ترأس بورحيم الآن جمعية شبابية في إسبانيا، اسمها “على الهوامش“، نشأت فكرتها في العام 2019 بجهود شباب من أبناء المهاجرين، بعد اجتماعهم بدأوا بالتفكير معاً بمشاكلهم الأساسية كشباب، والتي أبرزها تحيّيدهم وعدم تمثيلهم في وسائل الإعلام ولا في السياسة ولا في أي شيء، تقول بثقة وهي تحرّك يديها: “رأينا أن معظم الشباب المهاجر مُهمش، ليس له أي تمثيل، فولدت فكرة إنشاء جمعية باسم على الهوامش”.

 توضح أيضاً: “اصطدمنا بنظام يضعنا كأبناء مهاجرين على الهامش، ومجتمع يحطمنا، فقررنا أن نناضل ضد ذلك، وأن نبدأ بكتابة قصصنا بأيدنا، وأن نطالب بمنحنا الفرص التي من شأنها أن تجعلنا مُمثَّلِين في كل القطاعات، وإذا لم يستجب لنا هذا النظام، يجب علينا أن نخلق جسر بين الفرص الموجودة وهؤلاء الشباب الذين يعيشون على الهامش”. 

بدأ العاملون في جمعية على الهوامش التطوعية بالتفكير بما يستطيعون فعله بشكل عملي لهذه الفئة الشبابية المُهمشة، ولاحظوا عدم وجود مراجع للشباب، وبدأوا بالتفكير بخلق هذه المراجع، ضمن برنامج يُسمّى التوجيه الشبابي، الذي تعدّه بورحيم أبرز نجاحاتهم في الجمعية.

 تشرح حوله: “هو برنامج توجيه اجتماعي تعليمي شخصي، يتكون البرنامج من عشر شباب من منطقة مهمشة محرومة من الكهرباء هي كانيدا ريال الواقعة في ريف مدريد، ومعهم مرشدين من جمعية على الهوامش يرشدونهم ويوجهونهم”. تتابع: “نحن كأبناء مهاجرين عشنا تجربة أن يقول لنا المُدرّس: أنت لن تكون شيئاً في المستقبل. نحن لا نريد لذلك أن يحدث مرة أخرى، نريد أن نضع مراجع لهؤلاء الشباب من بيئتهم، أن يروا في المرشد شخصاً يشبههم عاش ذات التجربة التي يعيشونها اليوم”.

مغربية ومسلمة وإسبانيّة في ذات الوقت

يعاني آلاف الشباب من أبناء المهاجرين في أسبانيا، الذين يولدون في هذا البلد، لكن المجتمع لا يتعامل معهم كمواطنين إسبان، ويطلق على هذا الجيل الذي تنتمي له فاطمة ’الجيل الثاني‘، هي ترفض هذه التسمية: “نحن لسنا مهاجرين، لكن النظام يصرّ على اعتبارنا كذلك، ما الفرق بيننا وبين الإسباني المولود هنا؟ الفرق فقط أن والداك أو والدتك أجنبية، وجهك مغربي (مورو) يقولون لي وجهك وجه مغربية ودينك دين ليس من هنا، لكن يجب أن لا نسكت، يجب أن نرد على ذلك، وأنا أقول دائماً: أنا ولدت هنا وعشت ودرست هنا وأدفع الضرائب، ما الفرق بيني وبين باولا وباتريثيا، ومع ذلك ربما باتريثيا تكون مسلمة لكن عندما تصبح مسلمة لا تبقى من هنا تصبح أجنبية أيضاً. هذا اسمه عنصرية وإسلاموفوبيا”.

“أنا مسلمة مغربية وإسبانية، لماذا تُجبرني أن انتسب لجنسية واحدة فقط، نحن جزء من هذا المجتمع سواء أعجبك هذا أو لم يعجبك. أنا ولدت هنا وكبرت هنا لذلك أنا جزء من هذا البلد، أنا عربية لأنني أتكلم اللغة العربية، وإسبانية لأنني أعيش في هذا البلد”. تقول بورحيم بثقة وحزم كبيرين.

وضعها كامرأة مسلمة في إسبانيا جعلها تنخرط في النسوية والدفاع عن المرأة ليس لأنها تحبّ ذلك. “بل لأنني  شعرت أنّي مجبرةٌ على الدخول بهذا العالم، لأن هناك الكثير من الظلم، لا يوجد عدل في المجتمع، لذلك بدأت القراءة والبحث، وبدأت بإدارة ورشات تفاعلية حول الإسلاموفوبيا والمرأة، بدأنا نشرح للمجتمع الإسباني؛ أنّ المرأة المسلمة غير بعيدة عن هذا العالم، هي إنسانة وحرّة، ولديها قراراتها الخاصة بها”.

الناشطة “فاطمة بورحيم” في مدريد. عقبة محمد

توضح بأن وضع النساء سيء في العالم كله، وهنا في إسبانيا ليس لديهم أي علاقة مع المرأة المسلمة، وحال المرأة المسلمة أو المهاجرة غير جيد. وتتساءل: “لماذا أنا غير ممثل ضمن الحركات النسوية؟ هم لا يعتبرونني حزءاً منها، يقولون: أنت مسلمة وغير حرّة وتضعينَ الحجاب!، حتى أنه بالنسبة لهم إذا كانت امرأة مسلمة وتلبس الحجاب فهي مغربية أو مسلمة، أو أي شيء آخر لكن لا يمكن أن تكون إسبانية، على الرغم من ولادتها هنا”.

هناك صورة نمطية مأخوذة من قبل الحضارة الأوربية حول المجتمعات الشرقية، بأنها مجتمعات غير مثقفة، يتعامل فيها الرجل العربي مع المرأة بشكل غير جيد، ويجبرها على لبس الحجاب، وأنه عنيف. ترد بورحيم على ذلك: “لماذا ينظر له بهذه الطريقة! الكثير من الرجال العرب ليسوا كذلك، هذه عنصرية ضدهم”. 

كما تعاني آلاف النساء المسلمات في إسبانيا وفي عموم أوروبا من العنصرية والتمييز فقط لارتدائهن الحجاب، فاطمة تعاني بسبب ذلك أيضاً وبشكل كبير، تقول: “ذهبت لأعمل في اختصاصي بشهادتي الجامعية في إحدى الشركات، فتم رفض طلبي وقبول أخرى بنفس الشركة من نفس اختصاصي، والسبب هو أنني أرتدي الحجاب”. 

أنشطة لتوحيد العالم

شاركت بورحيم في العديد من الأنشطة الشبابية والمؤتمرات كان أبرزها الشرق الذي تعرّفه بأنه منظمة دولية ولدت بطريقة ما لتوحيد العالم. ولها العديد من الأنشطة في باكستان واليابان وماليزيا وإندونيسيا وتركيا، يجتمع كل هؤلاء مرة واحدة سنوياً في مؤتمر دولي يتبادلون من خلاله الخبرات ضمن ورش عمل متنوعة وفعاليات موسيقية يحضرها فنانون مشاركون في المؤتمر. 

وقد كان دورها ضمن المنظمة في المؤتمر الذي أُقيم في إسبانيا، تقول: “نقضي من خلال ذلك على تلك الاختلافات بيننا، نجتمع ونُحدث التغيير معاً. نُركّز على الابتكار وعلى القيام بمشاريع اجتماعية، وطرح القضايا التي لم نتحدث عنها على الطاولة، نتحدث عن قضايا مفتوحة نوعاً ما، عن الموضوعات التي تهمنا أو تشملنا”. 

كما شاركت أيضاً في حدث يُقام في البرلمان الأوروبي، لإبداء رأيها كشاب في أوروبا، ثم حصلت على منحة في صناعة القادة، ويستغرق التدريب فيها قرابة العام في العديد من المجالات، وقد تم اختيارها مع 40 شاباً من جميع أنحاء العالم، ودخلت فيما يسمى برنامج الزمالة، وهي الآن ضمن هذه التدريبات التي يتم إقامتها عبر الانترنت. “إنّ هذه المرحلة هي تعلّم شخصيّ وتطوير، تعلّم كيف تكون ناشطاً أفضل، كيف تتطور حملة أنشطة اجتماعية”.

كان ختام حديثنا مع فاطمة بورحيم – التي تحب الغناء الطربي خاصة فيروز وأم كلثوم – حول موهبتها وهي عزف الجيتار والغناء، وقد شاركت بالفعل في العديد من الفعاليات الثقافية في بروكسل ومدريد، وغنت برفقة آخرين، لكنها تُلح على أنها إذا غنتْ دائماً تُغني بهدف، “يجب أن يكون لكلّ شيء هدف ورسالة يمكن توصيلها من خلال الغناء”. ثم تنصح النساء: “يجب على المرأة أن تكون لديها شخصية قوية متكوّنة حتى تستطيع الدفاع عن حقوقها”.

كاتب

  • Ayham Al Sati

    صحفي سوري، يعيش في مدريد منذ عام 2019. مؤسس ومحرر في مجلة بيننا، متخصص في الأدب العربي من جامعة دمشق، وعمل كصحفي خلال الحرب في سوريا منذ العام 2011. Es un periodista sirio. Vive en Madrid desde el año 2019. Cofundador y editor en la revista de Baynana.es. Es especialista en Literatura Árabe por la Universidad de Damasco y trabajó como periodista durante la guerra en Siria desde el año 2011. 

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Ayham Al Sati

صحفي سوري، يعيش في مدريد منذ عام 2019. مؤسس ومحرر في مجلة بيننا، متخصص في الأدب العربي من جامعة دمشق، وعمل كصحفي خلال الحرب في سوريا منذ العام 2011. Es un periodista sirio. Vive en Madrid desde el año 2019. Cofundador y editor en la revista de Baynana.es. Es especialista en Literatura Árabe por la Universidad de Damasco y trabajó como periodista durante la guerra en Siria desde el año 2011. 
زر الذهاب إلى الأعلى