fbpx
الرئيسيةسياسةقصصنا

نجوى ألبا: لم أرغب يوماً أن تكون السياسة مهنتي 

تحدثنا إلى النائبة السابقة في البرلمان الإسباني وأحد مؤسّسي حزب "Unidos Podemos - متحدون نستطيع" الإسباني.

نجوى ألبا أو نجوى جويلي، النائبة السابقة في البرلمان الإسباني، وأحد مؤسّسي حزب “Unidos Podemos – متحدون نستطيع” الإسباني، التي فضّلتْ لاحقاً ترك العمل السياسي والتوجه للعمل الاجتماعي. ولا تخفي تعرّضها لمواقف عنصرية بصفتها واحدة من بنات المهاجرين.

ولدت نجوى ألبا في مدريد لأمّ إسبانيّة وأب مصري وصل إلى إسبانيا في 1990، وهو العام الذي ولدت فيه نجوى. يعتبر والدها رجلاً عصامياً أسس حياته ودخل مجال السياحة والسفر، وأصبح أحد أبرز رجال الأعمال العرب في أوروبا.

شاركت في السياسة ضمن حركة 15M، وكان أحد أهم الأشياء التي دافعت عنها الحركة، أن الطبقة السياسية لم تكن على مستوى المهمة وهي تمثيل مصالح المواطنين، كان هناك الكثير من خيبة الأمل تجاه الأحزاب السياسية التقليدية التي كانت تعمل من أجل الأقوياء فقط، لكن مشاكل واحتياجات الناس العاديين لم تكن ممثلة ضمن هذه الأحزاب”.

تعد حركة 15M حدثاً اجتماعياً بارزاً في إسبانيا، بدأ بسلسلة من المظاهرات في جميع أنحاء الأراضي الإسبانية في العام 2011، تُشبه إلى حدّ ما مظاهرات الربيع العربي حيث عبر المواطنون الإسبان خلالها عن استيائهم من الأزمة الاقتصادية لعام 2008 والتخفيضات الاجتماعية والمساعدات العامة. وكانت المظاهرات في عموم المدن الإسبانية، وكان أكبرها في ساحة بويرتا دي سول وسط مدريد.

تحمل الشابة نجوى شهادة في علم النفس من جامعة الباسك ودرجة الماجستير في علم النفس التعليمي من جامعة مدريد المستقلة، وتخصّصت بعلم نفس الطفل. وكانت للتو انتقلت إلى مدريد لدراسة الماجستير عندما كان أصدقاء لها قد بدأوا بتأسيس حزب “Unidos Podemos – متحدون نستطيع”. تقول في لقائها مع مجلة بيننا: “أعجبتني الفكرة وانضممت إليها قبل ولادتها وبدأت في التعاون معهم في فريق وسائل التواصل الاجتماعي، ثم أدى شيء إلى آخر وانتهى بي المطاف بالترشح للانتخابات العامة”.

أصغر نائبة في البرلمان

انبثق عن حركة 15M الحزب السياسي الذي شاركت بتأسيسه نجوى، حزب متحدون نستطيع، والذي أصبحت من خلاله أصغر نائبة في البرلمان في مارس 2016، حيث تم انتخابها أمينة عامة لبوديموس في إقليم الباسك، الذي عاشت فيه معظم حياتها. وفازت بالانتخابات بأغلبية الأصوات. تقول بحزم: “لم أكن أنوي في أي وقت أن أصبح نائبةً في البرلمان، كنت هناك من أجل النشاط الاجتماعي”. 

تُعقّب: “أعتقد أنه كان هناك الكثير من التأثير الذي صنعناه. كنتُ حديثة السن وامرأة، لذلك كان هناك جزء إضافي من الاحترام الذي كان عليّ أن أكسبه، والذي ربما يكون الرجال في منتصف العمر يحظون به من دون جهد، كان هناك الكثير من الأبوية، وكانت معركة مستمرة أولاً لكسب الاحترام والحق في التواجد ثم ممارسة السياسة”.

تشرح الشابة حول إنجازاتها خلال فترة عملها في السياسة: “أعتقد أننا قمنا بعمل جيد للغاية لأننا كنا حزباً جديداً ولأننا أيضاً كنا أغلبية شابة، كانت مهمتنا في بلاد الباسك هي بناء السلام قبل كل شيء، والدفاع عن حقوق المواطنين، وكذلك حق المواطنين في تقرير ما يريدون أن يكون عليه مستقبلهم، وفي كل ما يتعلق بتشريعات المساواة بين الجنسين، كان هناك أعمال نقوم به لسنوات عديدة وهي الآن تؤتي ثمارها، كذلك التدابير التي تم اتخاذها مؤخراً”.

السياسة ليست مهنتي

لم ترغب نجوى أن تكون السياسة مهنتها لذلك قررت ترك العمل السياسي والاستقالة منها نهائياً بعد عملها ثلاث سنوات، تُشير: “منذ البداية كنت واضحاً أن هذا سيكون فقط لسنوات قليلة، ولا أريد أن أجعل السياسة وظيفتي. إنه عمل صعب جداً، تقضي طوال اليوم في تلقي الضغوط من النزاعات، ليس فقط فيما يتعلق بالأحزاب الأخرى بل أيضاً داخل الحزب نفسه، وبالفعل في نقطة ما اعتقدت أنني لم أكن أعرف ما إذا كان الأمر يستحق ذلك، لأنك في النهاية تكتشف أنك تخصص وقتاً أكبر لهذه المناقشات للحياة الداخلية للحزب أكثر من العمل المؤسسي، لذلك قررت أن الوقت قد حان للمغادرة، وفي نفس الوقت لأنني كنت قد خططت لذلك منذ البداية”.

نجوى ألبا، خلال مقابلتها مع مجلة بيننا. محمد شباط

ماذا عن العنصرية في إسبانيا؟

دفعت نجوى ألبا كغيرها من أبناء المهاجرين ضريبة أن تكون من هذا الجيل الذي يُطلق عليه في إسبانيا الجيل الثاني من المهاجرين، حيث تعرّضت لمواقف عنصرية تمييزية كما تصفها، وتؤكد أنها اكتشفت هذه المواقف العنصرية في مرحلة متقدمة من عمرها، خاصةً بعد توجهها للدراسة خارج إسبانيا في فيينا في النمسا، تقول: “في إسبانيا لم يكن واضحاً بشكل كبير أن أصلي غير إسباني، ولكن عندما توجهت إلى النمسا فوراً تم تمييزي أنّي شخص عربي. في إحدى المرات تعرضت لموقفٍ غير سار أبداً بالنسبة لي، حتى أنني كنت خائفة، كان هناك عدد غير قليل من مجموعات النازيين الجدد، واضطررت إلى النزول من مترو الأنفاق لأنه كان هناك موقف عدواني تجاهي من جانبهم”. تستدرك أنها لا في إسبانيا ولا في خارجها تعرّضت لعنف صريح، ولكنها عانت من مستوى معين من المضايقات وبعض التعليقات.  

تعتقد نجوى أن العنصرية هيكلية؛ موجودة في المجتمع وفي المؤسسات: “لا يوجد في المؤسسات منظور مناهض للعنصرية عندما يتعلق الأمر بتصميم القوانين. كما أن هناك عنصرية هائلة في كل ما يتعلق بإدارة حدود اللجوء وسياسات الهجرة، وقانون الهجرة الإسباني هو قانون عنصري، لأن ما يقوله لنا هو أن هناك أشخاص من الدرجة الأولى والدرجة الثانية في إسبانيا، وهناك أشخاص لديهم حقوق أكثر من غيرهم”. 

تشرح: “هناك انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان لها دوافع عنصرية، ما تفعله السياسة وإدارة الحدود هو منع الناس بشكل منهجي من الوصول إلى البلد – كما رأينا في حادثة جدار مليلية – من المفترض أن لديك الحق في طلب اللجوء في إسبانيا، ثم قد يتم منحك أو لا يتم منحك، لكن لديك الحق في الطلب، ولكن كيف ستطلب هذا اللجوء؟ إذا لم يسمحوا لك بدخول البلد وأما إذا تمكنت من دخول البلد، فإنهم يعيدوك إلى بلدك (إرجاع ساخن) وهو أمر غير قانوني أيضاً”.

توضح نجوى بأن عملية استقبال اللاجئين من أوكرانيا جيدة جداً، ويجب استقبالهم بهذا الشكل، لكن التناقض في كيفية معاملة اللاجئين من البلدان الأخرى واضح للغاية. “على سبيل المثال الناس الذين يصلون من سوريا، والذين تسمع شهاداتهم وكيف عاشوا الحرب هناك وتسمع شهادات من عاشوا الحرب في أوكرانيا، هم في الواقع متشابهون جداً، لكن المعاملة هنا مختلفة تماماً. يجب أن يكون الأمر سهلاً بالنسبة للأشخاص القادمين من سوريا كما هو الحال بالنسبة لأولئك الذين قدموا من أوكرانيا، حيث الاختلاف الوحيد هو العرق. في الواقع هذا تحيّز عنصري”.

العنصرية تتغلغل في المجتمع

وأما ما يخصّ المجتمع الإسباني والعنصرية فيه برأي نجوى إذا كنا نتحدث عن العنصرية كشيء هيكلي، فإنه يتغلغل في المجتمع، وتعتقد أن المجتمع الإسباني لم يتحدث عن العنصرية بشكل مباشر إلا في وقت متأخر، كان موضوعاً لا تتم مناقشته. وتعتقد أن الحركات المناهضة للعنصرية في إسبانيا لقد قامت بالكثير من العمل والنشطاء المناهضين للعنصرية الذين يوضحون، فالأمر ليس أن إسبانيا لم تكن عنصرية، ولكن لم يكن أحد يتحدث عن أن إسبانيا عنصرية، ربما يكون هناك العديد من الأشخاص الذين لا يدركون عنصريتهم. “أعتقد أنه تم إحراز تقدم في السنوات الأخيرة، ولكن البداية كانت من تحت الصفر”. وفقاً لنجوى.

تختم حديثها بأنها سعيدة جداً بعد ترك السياسة إلا أن النشاط لا يمكنها التوقف عنه، وهي تعمل اليوم في منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان، وتكرّس معظم وقتها لذلك، كما تشارك في حملات خاصة في كل ما يتعلق بالنسوية، وتناضل مع الحركات من أجل السكن والحق في الحصول عليه، خاصة الإسكان المستأجر، وتعتقد أنها مشكلة خطيرة جداً وتزداد سوءاً في إسبانيا.

كاتب

  • Ayham Al Sati

    صحفي سوري، يعيش في مدريد منذ عام 2019. مؤسس ومحرر في مجلة بيننا، متخصص في الأدب العربي من جامعة دمشق، وعمل كصحفي خلال الحرب في سوريا منذ العام 2011. Es un periodista sirio. Vive en Madrid desde el año 2019. Cofundador y editor en la revista de Baynana.es. Es especialista en Literatura Árabe por la Universidad de Damasco y trabajó como periodista durante la guerra en Siria desde el año 2011. 

En español

Apóyanos
Con tu aportación haces posible que sigamos informando

Nos gustaría pedirte una cosa… personas como tú hacen que Baynana, que forma parte de la Fundación porCausa, se acerque cada día a su objetivo de convertirse en el medio referencia sobre migración en España. Creemos en el periodismo hecho por migrantes para migrantes y de servicio público, por eso ofrecemos nuestro contenido siempre en abierto, sin importar donde vivan nuestros lectores o cuánto dinero tengan. Baynana se compromete a dar voz a los que son silenciados y llenar vacíos de información que las instituciones y las ONG no cubren. En un mundo donde la migración se utiliza como un arma arrojadiza para ganar votos, creemos que son los propios migrantes los que tienen que contar su historia, sin paternalismos ni xenofobia.

Tu contribución garantiza nuestra independencia editorial libre de la influencia de empresas y bandos políticos. En definitiva, periodismo de calidad capaz de dar la cara frente a los poderosos y tender puentes entre refugiados, migrantes y el resto de la población. Todo aporte, por pequeño que sea, marca la diferencia. Apoya a Baynana desde tan solo 1 euro, sólo te llevará un minuto. Muchas gracias.

Apóyanos
ادعمنا
بمساهمتك الصغيرة تجعل من الممكن لوسائل الإعلام لدينا أن تستمر في إعداد التقارير

نود أن نسألك شيئًا واحدًا ... أشخاص مثلك يجعلون Baynana ، التي هي جزء من Fundación porCausa ، تقترب كل يوم من هدفها المتمثل في أن تصبح وسيلة الإعلام الرائدة في مجال الهجرة في إسبانيا. نحن نؤمن بالصحافة التي يصنعها المهاجرون من أجل المهاجرين والخدمة العامة ، ولهذا السبب نقدم دائمًا المحتوى الخاص بنا بشكل علني ، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه القراء أو مقدار الأموال التي لديهم. تلتزم Baynana بإعطاء صوت لأولئك الذين تم إسكاتهم وسد فجوات المعلومات التي لا تغطيها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية. في عالم تُستخدم فيه الهجرة كسلاح رمي لكسب الأصوات ، نعتقد أن المهاجرين أنفسهم هم من يتعين عليهم سرد قصتهم ، دون الأبوة أو كراهية الأجانب.

تضمن مساهمتك استقلالنا التحريري الخالي من تأثير الشركات والفصائل السياسية. باختصار ، الصحافة الجيدة قادرة على مواجهة الأقوياء وبناء الجسور بين اللاجئين والمهاجرين وبقية السكان. كل مساهمة ، مهما كانت صغيرة ، تحدث فرقًا. ادعم Baynana من 1 يورو فقط ، ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة واحدة. شكرا جزيلا

ادعمنا

Ayham Al Sati

صحفي سوري، يعيش في مدريد منذ عام 2019. مؤسس ومحرر في مجلة بيننا، متخصص في الأدب العربي من جامعة دمشق، وعمل كصحفي خلال الحرب في سوريا منذ العام 2011. Es un periodista sirio. Vive en Madrid desde el año 2019. Cofundador y editor en la revista de Baynana.es. Es especialista en Literatura Árabe por la Universidad de Damasco y trabajó como periodista durante la guerra en Siria desde el año 2011. 
زر الذهاب إلى الأعلى